والنكتة المعنوية فيه كأنه تعالى يقول الكعبة بيتي وهي قبلة صلاتك وقلبك وقبلة رحمتي ونظر عنايتي فلتكن القبلتان متناحرتين قال : الأكثرون حمله على نحر البدن أولى لوجوه أحدها : هو أن الله تعالى كلما ذكر الصلاة في كتابه ذكر الزكاة بعدها وثانيها : أن القوم كانوا يصلون وينحرون للأوثان فقيل له : فصل وانحر لربك وثالثها : أن هذه الأشياء آداب الصلاة وأبعاضها فكانت داخلة تحت قوله :﴿فَصَلّ لِرَبّكَ﴾ فوجب أن يكون المراد من النحر غيرها لأنه يبعد أن يعطف بعض الشيء على جميعه ورابعها : أن قوله :﴿فَصَلِّ﴾ إشارة إلى التعظيم لأمر الله، وقوله :﴿وانحر﴾ إشارة إلى الشفقة على خلق الله وجملة العبودية لا تخرج عن هذين الأصلين وخامسها : أن استعمال لفظة النحر على نحر البدن أشهر من استعماله في سائر الوجوه المذكورة، فيجب حمل كلام الله عليه، وإذا ثبت هذا فنقول استدلت الحنفية على وجوب الأضحية بأن الله تعالى أمره بالنحر، ولا بد وأن يكون قد فعله، لأن ترك الواجب عليه غير جائر، وإذا فعله النبي عليه الصلاة والسلام وجب علينا مثله لقوله :﴿واتبعوه﴾ [ الأعراف : ١٥٨ ] ولقوله :﴿فاتبعونى يُحْبِبْكُمُ الله﴾ [ آل عمران : ٣١ ] وأصحابنا قالوا : الأمر بالمتابعة مخصوص بقوله :" ثلاث كتبت علي ولم تكتب عليكم الضحى والأضحى والوتر "
المسألة الثالثة :


الصفحة التالية
Icon