لمعاوية، فقال : لا تؤذيني يرحمك الله، فإن رسول الله رأى بني أمية في المنام يصعدون منبره رجلاً فرجلاً فساءه ذلك، فأنزل الله تعالى :﴿إِنَّا أعطيناك الكوثر﴾ ﴿إِنَّا أنزلناه فِى لَيْلَةِ القدر﴾ فكان ملك بني أمية كذلك، ثم انقطعوا وصاروا مبتورين.
المسألة الثالثة :
الكفار لما شتموه، فهو تعالى أجاب عنه من غير واسطة، فقال :﴿إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأبتر﴾ وهكذا سنة الأحباب، فإن الحبيب إذا سمع من يشتم حبيبه تولى بنفسه جوابه، فههنا تولى الحق سبحانه جوابهم، وذكر مثل ذلك في مواضع حين قالوا :﴿هَلْ نَدُلُّكُمْ على رَجُلٍ يُنَبّئُكُمْ إِذَا مُزّقْتُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّكُمْ لَفِى خَلْقٍ جَدِيدٍ أفترى عَلَى الله كَذِباً أَم بِهِ جِنَّةٌ﴾ [ سبأ : ٧، ٨ ] فقال سبحانه :﴿بَلِ الذين لاَ يُؤْمِنُونَ بالآخرة فِى العذاب والضلال البعيد ﴾