زدني وزدني ثم زدني ولتكن... منك الزيادة شافياً للداء
فكرر قوله : زدني ثلاث مرات
وقيل : ليس فيه تكرار، على أن الجملة الأولى عن الماضي والثانية عن المستقبل.
وقيل : الأولى عن العبادة، والثانية عن المعبود.
وقيل غير ذلك، على ما سيأتي إن شاء الله.
والسورة في الجملة نص على أنه ﷺ لا يعبد معبودهم، ولا هم عابدون معبوده، وقد فسره قوله تعالى :﴿ فَقُل لِّي عَمَلِي وَلَكُمْ عَمَلُكُمْ أَنتُمْ بريائون مِمَّآ أَعْمَلُ وَأَنَاْ برياء مِّمَّا تَعْمَلُونَ ﴾ [ يونس : ٤١ ].
وتقدم للشيخ رحمة الله تعالى علينا وعليه الكرم على هذا المعنى، عند آية يونس تلك، وذكر هذه السورة هناك.
وقد ذكر أيضاً في دفع إيهام الاضطراب جواباً على إشكال في السورة وهو قوله تعالى :﴿ لاَ أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ وَلاَ أَنتُمْ عَابِدُونَ مَآ أَعْبُدُ ﴾، نفى لعبادة ل منهما معبود الآخر مطلقاً، مع أنه قد آمن بعضهم فيما بعد وعبد ما يعبده ﷺ، وأجاب عن ذلك بأحد أمرين : موجزهما أنهما من جنس الكفار، وإن أسلموا فيما بعد فهو خطاب لهم ما داموا كفاراً إلى آخره، أو أنها من العام المخصوص، فتكون خاص بالحاضر، لأن ما إذا دخلت على اسم الفاعل تعينه للحاضر.
وناقشه أبو حيان، بأن ذلك في مغالب لا على سبيل القطع.
والذي يظهر من سياق السورة، قد يشهد لما ذهب إليه الزمخشري، وهو أن السورة تتكلم عن الجانبين على سبيل المقابلة جهة الرسول ﷺ، وجهة الكفار في عدم عبادة كل منهما معبود الآخر.