إعلامها بظهور الدين على الدين كله ونزولها في أوسط أيام التشريق من حجته عليه أفضل الصلاة والسلام سنة عشر كما ذكرته في كتابي " مصاعد النظر للإشراف على مقاصد السور " وكتابي " الاطلاع على حجة الوداع " وذلك بعد نزول آية المائدة - التي هي نظيرتها في رد المقطع على المطلع - في يوم عرفة
﴿اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً﴾ [ المائدة : ٣ ] ومن المعلوم أنه لا يكون في هذه الدار كمال إلا بعده نقصان، ولذلك سماها النبي ـ ﷺ ـ حجة الوداع وخطب الناس فيها، فعلّمهم أمور دينهم وأشهدهم على أنفسهم وأشهد الله عليهم بأنه بلغهم، وودعهم وقال : لا أدري لعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا، وأشار إلى ذلك أيضاً بالتوبة وإلى وقوع الردة بعده ـ ﷺ ـ ورجوع من ارتد إلى أحسن ما كانوا عليه من اعتقادهم في الدين وثباتهم عليه بقتل من كان مطبوعاً على الكفر المشار إليهم بقوله تعالى :﴿ولو أسمعهم﴾ [ الأنفال : ٢٣ ] - أي إسماع قهر وغلبة وقسر - ﴿لتولوا وهم معرضون﴾ [ الأنفال : ٢٣ ] فكان وجودهم ضرراً صرفاً من غير منفعة وقتلهم نفعاً لا ضرر فيه بوجه، ولأجل إفهامها حلول الأجل للإيذان بالتمام بكى العباس رضي الله تعالى عنه - وفي رواية : ولده عبد الله - عند نزولها فسأله النبي ـ ﷺ ـ فقال :" نعيت إليك نفسك " فقال : إنه لكما تقول.