قلنا الجواب عنه من وجوه : أحدها : أن سائر أفعال الصلاة مما لا يميل القلب إليه فاحتيج فيها إلى الإيجاب أما التسبيح والتهليل فالعقل داع إليه والروح عاشق عليه فاكتفى بالحب الطبيعي ولذلك قال :﴿والذين ءامَنُواْ أَشَدُّ حُبّا﴾ [ البقرة : ١٦٥ ]، وثانيها : أن قوله :﴿فَسَبّحْ﴾ أمر والأمر المطلق للوجوب عند الفقهاء، ومن قال : الأمر المطلق للندب قال : إنه ههنا للوجوب بقرينة أنه عطف عليه الاستغفار والاستغفار واجب ومن حق العطف التشريك بين المعطوف والمعطوف عليه وثالثها : أنها لو وجبت لكان العقاب الحاصل بتركها أعظم إظهاراً لمزيد تعظيمها فترك الإيجاب خوفاً من هذا المحذور.
المسألة الرابعة :


الصفحة التالية
Icon