وثَبَتَ عن النبيّ ﷺ :" لا يَدْخُلُ الجنة نَمَّام " وقال :" ذُو الوَجْهَين لا يكون عند الله وجيهاً " وقال عليه الصلاة والسلام :" مِنْ شَرّ الناسِ ذُو الوَجْهَيْنِ : الَّذِي يَأَتِي هَؤُلاَءِ بوَجْهٍ، وهَأُلاَءِ بِوَجْهٍ " وقال كعب الأحبار : أصاب بني إسرائيل قحط، فخرج بهم موسى عليه السلام ثلاث مرات يَسْتَسْقُون فلم يُسْقَوا.
فقال موسى :"إلهي عبادُك" فأوحى الله إليه :"إني لا أستجيب لك ولا لمن معك، لأن فيهم رجلاً نماماً، قد أَصَرَّ على النميمة".
فقال موسى :"يا رَبِّ مَنْ هُوَ حتّى نخرجه من بيننا"؟ فقال :"يا موسى، أنهاك عن النميمةِ وأكونَ نماماً" قال : فتابوا بأجمعهم، فسُقوا.
والنميمة من الكبائر، لا خلاف في ذلك ؛ حتى قال الفُضَيل بن عِياض : ثلاث تهدّ العمل الصالح ويُفْطِرن الصائم، وينقُضْن الوضوء : الغِيبة، والنميمة، والكذب.
وقال عطاء بن السائب : ذكرت للشعبيّ قول النبيّ ﷺ :" لا يَدْخُلُ الجَنَّةَ سافكُ دمٍ، ولا مشاء بنميمة، ولا تاجر يُرْبِي " فقلت : يا أبا عمرو، قَرَن النمام بالقاتل وآكل الربا؟ فقال : وهل تسفك الدماء، وتنتهب الأموال، وتهيج الأمور العظام، إلا من أجل النميمة.
وقال قتادة وغيره : كانت تُعَيِّر رسول الله ﷺ بالفقر.
ثم كانت مع كثرة مالها تحمل الحطب على ظهرها ؛ لشدة بخلها، فعُيِّرَتْ بالبخل.
وقال ابن زيد والضحاك : كانت تحمل العِضاه والشوك، فتطرحه بالليل على طريق النبيّ ﷺ وأصحابه ؛ وقاله ابن عباس.
قال الربيع : فكان النبيّ ﷺ يَطأُه كما يطأُ الحرير.
وقال مُرَّة الهَمْدَانيّ : كانت أم جميل تأتي كل يوم بإبالة من الحَسَك، فتطرحها على طريق المسلمين، فبينما هي حاملة ذات يوم حُزْمة أَعْيَتْ، فقعدت على حجر لتستريح، فجذبها المَلكَ من خلفها فأهكلها.