وقال سعيد بن جُبير : حمالة الخطايا والذنوب ؛ من قولهم : فلان يحتطب على ظهره ؛ دليله قوله تعالى :﴿ وَهُمْ يَحْمِلُونَ أَوْزَارَهُمْ على ظُهُورِهِمْ ﴾ [ الأنعام : ٣١ ].
وقيل : المعنى حمالة الحطب في النار ؛ وفيه بُعْد.
وقراءة العامة "حمَّالَةُ" بالرفع، على أن يكون خبراً "وامرأته" مبتدأ.
ويكون في "جِيدِها حبلٌ من مَسَدِ" جملة في موضع الحال من المضمر في "حَمّالة".
أو خبراً ثانياً.
أو يكون "حمالة الحطب" نعتاً لامرأته.
والخبر ﴿ فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِّن مَّسَدٍ ﴾ ؛ فيوقف ( على هذا ) على "ذَاتَ لَهَبٍ".
ويجوز أن يكون "وامرأَته" معطوفة على المضمر في "سَيَصْلَى" فلا يوقف على "ذَاتَ لَهَبٍ" ويوقف على "وامْرَأَته" وتكون "حَمَّالة الحَطَبَ" خبر ابتداء محذوف.
وقرأ عاصم "حمالة الحَطَب" بالنصب على الذم، كأنها اشتهرتْ بذلك، فجاءت الصفة للذم لا للتخصيص، كقوله تعالى :﴿ مَّلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثقفوا ﴾ [ الأحزاب : ٦١ ].
وقرأ أبو قِلابة "حامِلَةَ الحَطَب".
قوله تعالى :﴿ فِي جِيدِهَا ﴾
أي عنقِها.
وقال امرؤ القيس :
وجِيدٍ كجِيدِ الرِّيمِ لَيْسَ بفاحشٍ...
إذَا هِي نَصَّتْهُ ولاَ بِمُعَطلِ
﴿ حَبْلٌ مِّن مَّسَدٍ ﴾ أي من لِيف ؛ قال النابغة :
مَقْذُوفةٍ بدَخِيسِ النَّحْضِ بازِلُها...
له صَرِيفٌ صَرِيفُ القَعْوِ بالمَسَد
وقال آخر :
يا مَسَدَ الخُوصِ تَعَوَّذْ مِنِّي...
إِنْ كُنْتُ لَدْناً ليِّناً فإنِّي
ما شِئْتَ مِنْ أَشْمَطَ مُقْسئِنَّ...
وقد يكون من جلود الإبل، أو من أوبارها ؛ قال الشاعر :
ومَسَدٍ أُمِرَّ مِنْ أَيانِقِ...
لَسْنَ بِأنْيابٍ ولاَ حَقَائِقِ
وجمع الجيد أجياد، والمسدِ أمساد.
أبو عبيدة : هو حَبْل يكون من صوف.
قال الحسن : هي حبال من شجر تَنبتُ باليمن تسمى المَسَد، وكانت تُفْتل.