﴿ مَآ أغنى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ ﴾ يحتمل أن تكون ما نافية أو استفهامية يراد بها النفي، وماله : وهو رأس ماله وما كسب : الربح أو ماله : ما ورث، وما كسب : هو ما اكتسبه لنفسه، وقيل : جميع ماله وما كسب ﴿ سيصلى نَاراً ذَاتَ لَهَبٍ ﴾ هذا حتم عليه بدخول النار ومات بعد ذلك كافراً ﴿ وامرأته حَمَّالَةَ الحطب ﴾ اسم امرأته أم جميل بنت حرب بن أمية وهي أخت أبي سفيان، وفي وصفها بحمالة الحطب أربعة أقوال. أحدها : أنها تحمل حطباً وشوكاً فتلقيه في طريق النبي ﷺ. الثاني : أن ذلك عبارة عن مشيها بالنميمة يقال : فلان يحمل الحطب بين الناس أي : يوقد بينهم نار العداوة بالنمائم. الثالث : أنه عبارة عن سعيها بالمضرة على المسلمين يقال : فلان يحطِب على فلان إذا قصد الإضرار به. الرابع : أنه عبارة عن ذنوبها وسوء أعمالها ﴿ فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِّن مَّسَدٍ ﴾ الجِيد : العنق والمسَد الليف، وقيل : الحبل المفتول، وفي المراد به ثلاثة أقوال : الأول : أنه إخبار عن حملها الحطب في الدنيا على القول الأول، وفي ذلك تحقير لها وإظهار لخساسة حالها. والآخر : أنه حالها في جنهم يكون كذلك أي يكون في عنقها حبل. الثالث : أنها كانت قلادة فاخرة، فقالت لأنفقنها على عداوة محمد، فأخبر عن قلادتها بحبل المسد على جهة التفاؤل والذم لها بتبرجها، ويحتمل قوله : وامرأته وما بعده وجوها من الإعراب يختلف الوقف باختلافها وهي : أن يكون امرأته وحمالة الحطب خبره، أو يكون حمالةَ الحطب نعت والخبر : في جيدها حبل من مسد أو يكون امرأته معطوفاً على الضمير في يصلى وحمالة الحطب نعت، أو خبر ابتداء مضمر. أ هـ ﴿التسهيل حـ ٤ صـ ٢٢٢ ـ ٢٢٣﴾