فأما في لهب، فالمشهور في كنيته فتح الهاء، وأما شمس بن مالك، فلا يتعين أن يكون من تغيير الأعلام، بل يمكن أن يكون مسمى بشمس المنقول من شمس الجمع، كما جاء أذناب خيل شمس.
قيل : وكني بأبي لهب لحسنه وإشراق وجهه، ولم يذكره تعالى باسمه لأن اسمه عبد العزى، فعدل عنه إلى الكنية، أو لأن الكنية كانت أغلب عليه من الاسم ؛ أو لأن مآله إلى النار، فوافقت حالته كنيته، كما يقال للشرير : أبو الشر، وللخير أبو الخير ؛ أو لأن الاسم أشرف من الكنية، فعدل إلى الأنقص ؛ ولذلك ذكر الله تعالى الأنبياء عليهم الصلاة والسلام بأسمائهم ولم يكنّ أحداً منهم.
والظاهر أن ما في ﴿ ما أغنى عنه ماله ﴾ نفي، أي لم يغن عنه ماله الموروث عن آبائه، وما كسب هو بنفسه أو ماشيته، وما كسب من نسلها ومنافعها، أو ما كسب من أرباح ماله الذي يتجر به.
ويجوز أن تكون ما استفهاماً في موضع نصب، أي : أيّ شيء يغني عنه ماله على وجه التقرير والإنكار؟ والمعنى : أين الغني الذي لماله ولكسبه؟ والظاهر أن ما في قوله :﴿ وما كسب ﴾ موصولة، وأجيز أن تكون مصدرية.
وإذا كانت ما في ﴿ ما أغنى ﴾ استفهاماً، فيجوز أن تكون ما في ﴿ وما كسب ﴾ استفهاماً أيضاً، أي : وأي شيء كسب؟ أي لم يكسب شيئاً.
وعن ابن عباس :﴿ وما كسب ﴾ ولده.
وفي الحديث :" ولد الرجل من كسبه " وعن الضحاك :﴿ وما كسب ﴾ هو عمله الخبيث في عداوة الرسول ( ﷺ ).
وعن قتادة : وعمله الذي ظن أنه منه على شيء.
وروي عنه أنه كان يقول : إن كان ما يقول ابن أخي حقاً، فأنا أفتدي منه نفسي بمالي وولدي.
وقرأ عبد الله : وما اكتسب بتاء الافتعال.
وقرأ أبو حيوة وابن مقسم وعباس في اختياره، وهو أيضاً سيصلى بضم الياء وفتح الصاد وشد اللام، ومريئته ؛ وعنه أيضاً : ومريته على التصغير فيهما بالهمز وبإبدالها ياء وإدغام ياء التصغير فيها.


الصفحة التالية
Icon