و هكذا يفعل اللّه ما يشاء ويحكم ما يريد "وَتَبَّ ١" وكان يقول ابن مسعود وقد تبّ لأنه هلك حقيقة، ولا تجوز القراءة بها لما فيها من الزيادة وهي عبارة عن كلمة قالها ليست من القرآن، راجع بحث القراءات في المقدمة ويقال عن هكذا زيادات (سيف خطيب) وقد جاء في التأويلات النجمية أن أبا لهب كان بداية أمر النبي صلى اللّه عليه وسلم يحسن إليه ويكرمه ويقول إلى قريش : إن كان الأمر إلى محمد فلي عنده يد، وإن كان لقريش فلي عندها يد أيضا، لأنه كان يحسن إليها، وبعد أن ظهر أمر الرسول أظهر له العداوة وصار يهينه ويؤذيه، فأنزل اللّه فيه هذه السورة إعلاما بخسران يده عنده لتكذيبه إياه وخسران يده عند قريش أيضا لعدم بقاء يد لهم عند الرسول وإذلالهم لعدم الإيمان به وهذا أحسن ما قيل في أسباب نزول
هذه السورة أما ما رواه البخاري ومسلم عن ابن عباس قال : لما نزلت "وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ" الآية ٢١٥ من سورة الشعراء الآتية صعد النبي صلى اللّه عليه وسلم على الصفا ونادى : يا بني فهر، يا بني عدي، (بطون من قريش)، حتى اجتمعوا فجعل الرجل إذا لم يستطع أرسل رسولا لينظر ما هو الخبر، فجاء أبو لهب وقريش، فقال :
أرأيتم لو أخبرتكم أن خيلا بالوادي تريد أن تغير عليكم أكنتم مصدقيّ ؟ قالوا نعم ما جرّبنا عليك إلا صدقا، قال : فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد.
فقال أبو لهب تبّا لك سائر اليوم ألهذا جمعتنا! فنزلت السورة، ونقله أكثر المفسرين.
مطلب سبب نزول السورة :
فلا يصح هذا أن يكون سببا لنزولها، لأن هذه الآية لم تنزل بعد ولا يصح أن يكون المؤخر سببا للمقدم كما لا يصح أن يكون المقدم ناسخا للمؤخر.


الصفحة التالية
Icon