الناس قولوا : لا إله إلا الله تفلحوا، ورجل خلفه يرميه بالحجارة وقد أدمى عقبيه، لا تطيعوه فإنه كذاب، فقلت : من هذا، فقالوا : محمد وعمه أبو لهب " وثانيها : المراد من اليدين الجملة كقوله تعالى :﴿ذلك بِمَا قَدَّمَتْ يَدَاكَ﴾ [ الحج : ١٠ ] ومنه قولهم : يداك أو كتا، وقوله تعالى :﴿مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا﴾ [ يس : ٧١ ] وهذا التأويل متأكد بقوله :﴿وَتَبَّ﴾ وثالثها : تبت يداه أي دينه ودنياه أولاه وعقباه، أو لأن بإحدى اليدين تجر المنفعة، وبالأخرى تدفع المضرة، أو لأن اليمنى سلاح والأخرى جنة ورابعها : روي أنه عليه السلام لما دعاه نهاراً فأبى، فلما جن الليل ذهب إلى داره مستناً بسنة نوح ليدعوه ليلاً كما دعاه نهاراً، فلما دخل عليه قال له : جئتني معتذراً فجلس النبي عليه السلام أمامه كالمحتاج، وجعل يدعوه إلى الإسلام وقال :
" إن كان يمنعك العار فأجبني في هذا الوقت واسكت، فقال : لا أومن بك حتى يؤمن بك هذا الجدي، فقال عليه الصلاة والسلام للجدي : من أنا ؟ فقال رسول الله : وأطلق لسانه يثني عليه، فاستولى الحسد على أبي لهب، فأخذ يدي الجدي ومزقه وقال : تباً لك أثر فيك السحر، فقال الجدي : بل تباً لك " فنزلت السورة على وفق ذلك : تبت يدا أبى لهب لتمزيقه يدي الجدي وخامسها : قال محمد بن إسحق : يروى أن أبا لهب كان يقول : يعدني محمد أشياء، لا أرى أنها كائنة يزعم أنها بعد الموت، فلم يضع في يدي من ذلك شيئاً، ثم ينفخ في يديه ويقول : تباً لكما ما أرى فيكما شيئاً، فنزلت السورة.


الصفحة التالية
Icon