ويقال :﴿ حَمَّالَةَ الحطب ﴾ يعني : تمشي بالنميمة فسمى النميمة حطباً لأنه يلقي بني القوم العداوة والبغضاء وكانت تمشي بالنميمة في عداوة النبي ﷺ وأصحابه ويقال : كانت تحمل الشوك فتطرحه في طريق النبي ﷺ وأصحابه بالليل من بغضها لهم حتى بلغ النبي عليه السلام شدة وعناء فحملت ذات ليلة حزمة شوك لكي تطرحها في طريقهم فوضعتها على جدار وشدتها بحبل من ليف على صدرها فأتاها جبريل عليه السلام ومده خلف الجدار وخنقها حتى ماتت فذلك قوله :﴿ فِى جِيدِهَا حَبْلٌ مّن مَّسَدٍ ﴾ أي من ليف وقال أكثر أهل التفسير ﴿ فِى جِيدِهَا حَبْلٌ مّن مَّسَدٍ ﴾ يعني : في الآخرة في عنقها سلسلة من حديد وتحتها نار وفوقها نار، وروى سعيد بن جبير رضي الله عنه عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه قال : لما نزلت تبت يدا أبي لهب جاءت امرأة أبي لهب فقال أبو بكر رضي الله عنه لو تنحَّيْتَ يا رسول الله فإنها امرأة بذية فقال النبي ﷺ :
" سَيُحَال بَيْنِي وَبَيْنَهَا " فدخلت فلم تره فقالت لأبي بكر رضي الله عنه هجاناً صاحبك فقال والله ما ينطق بالشعر ولا يقوله قالت إنك لمصدق فاندفعت راجعة فقال أبو بكر رضي الله عنه يا رسول الله ما رأتك فقال :" لَمْ يَزَلْ بَيْنِي وَبَيْنَها مَلَكٌ يَسْتُرُنِي عَنْهَا حَتَّى رَجِعَتْ ".