وفي حديث هَمَّام عن أبي هريرة أن آدم قال لموسى :" بِكَمْ وجدتَ الله كَتَبَ التوراةَ قبلَ أَنْ يَخْلُقَنِي " ؟ قال :" بألفي عام " قال :" فهل وجدت فيها : وعَصَى آدمُ رَبَّهُ فَغَوَى " قال :" نعم " قال :" أفتلومني على أمر وكتب الله عليّ أن أفعله من قبل أن أخلق بألفي عام ".
فحَجَّ آدمُ موسى.
وفي حديث طاوُوس وابن هُرْمز والأعرج عن أبي هريرة :" بأربعين عاما "
مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ (٢)
أي ما دَفعَ عنه عذاب الله ما جمع من المال، ولا ما كسب من جاه.
وقال مجاهد : من الولد ؛ ووَلد الرجل من كَسْبه.
وقرأ الأعمش "وَمَا اكْتَسَبَ" ورواه عن ابن مسعود.
وقال أبو الطُّفَيل : جاء بنو أبي لهب يختصمون عند ابن عباس، فاقتتلوا، فقام ليحْجُزَ بينهم، فدفعه بعضهم، فوقع على الفِراش، فغضب ابن عباس وقال : أَخرجوا عني الكسبَ الخبيثَ ؛ يعني ولده.
وعن عائشة رضي الله عنها : أن رسول الله ﷺ قال :" إن أطيب ما أكل الرجل من كسبه، وإن ولدي من كسبه " خرّجه أبو داود.
وقال ابن عباس : لما أنذر رسول الله ﷺ عشيرته بالنار، قال أبو لهب : إن كان ما يقول ابن أخي حقاً فإني أفدي نفسي بمالي وولدي ؛ فنزل :﴿ مَآ أغنى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ ﴾.
و"ما" في قوله :﴿ مَآ أغنى ﴾ : يجوز أن تكون نفياً، ويجوز أن تكون استفهاماً ؛ أي أيّ شيء أغنى ( عنه ) ؟ و"ما" الثانية : يجوز أن تكون بمعنى الذي، ويجوز أن تكون مع الفعل مصدراً ؛ أي ما أغنى عنه ماله وكسبه.
سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ (٣)
أي ذات اشتعال وتلهُّب.
وقد مضى في سورة "المرسلات" القول فيه.
وقراءة العامة :"سَيَصْلَى" بفتح الياء.
وقرأ أبو رجاء والأعمش : بضم الياء.
ورواها محبوب عن إسماعيل عن ابن كثير، وحسين عن أبي بكر عن عاصم، ورويت عن الحسن.


الصفحة التالية
Icon