وقرأ أشهب العُقيلي وأبو سَمَّال العَدَوي ومحمد بن السَّمَيْقع "سَيُصْلَى" بضم الياء، وفتح الصاد، وتشديد اللام ؛ ومعناها سَيُصْليه الله ؛ من قوله :﴿ وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ ﴾ [ الواقعة : ٩٤ ].
والثانية من الإصلاء ؛ أي يصليه الله ؛ من قوله :﴿ فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَاراً ﴾ [ النساء : ٣٠ ].
والأُولَى هي الاختيار ؛ لإجماع الناس عليها ؛ وهي من قوله :﴿ إِلاَّ مَنْ هُوَ صَالِ الجحيم ﴾ [ الصافات : ١٦٣ ].
وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ (٤)
قوله تعالى :﴿ وامرأته ﴾ أم جميل.
وقال ابن العربيّ : العوراء أم قبيح، وكانت عَوْراء.
﴿ حَمَّالَةَ الحطب ﴾ قال ابن عباس ومجاهد وقتادة والسُّدّيّ : كانت تمشي بالنميمة بين الناس ؛ تقول العرب : فلان يَحْطِب على فلان : إذا وَرَّشَ عليه.
قال الشاعر :
إن بني الأَدْرَمِ حَمَّالو الحَطَبْ...
هُمْ الوُشاةُ في الرِّضَا وفي الغَضَبْ
عَليهِمُ اللَّعنَةُ تَتْرَى والْحَرَب...
وقال آخر :
مِنَ البِيض لَمْ تُصْطَدْ عَلَى ظَهْرِ لأُمَةٍ...
ولَم تَمْشِ بينَ الحيّ بالحَطَبِ الرطْبِ
يعني : لم تمش بالنمائم، وجعل الحطبَ رطْباً ليدل على التدخين، الذي هو زيادة في الشرّ.
وقال أكثم بن صَيْفِيّ لبنيه : إياكُمْ والنَّميمة! فإنها نارٌ مُحْرِقَة، وإنّ النمَّام ليَعْمل في ساعة ما لا يَعْمَل الساحر في شهر.
أخذه بعض الشعراء فقال :
إنَّ النميمةَ نارٌ وَيْك مُحْرِقَةٌ...
فَفِرَّ عَنها وجانبْ مَنْ تَعاطَاهَا
ولذلك قيل : نار الحقد لا تخبو.


الصفحة التالية
Icon