والأحد : هو المنفرد بالمعنى، فلا يشاركه فيه أحد.
وأصل "الأحد" عند النحويين : الوحد، ثم أبدلوا من الواو الهمزة.
وفي "الصمد" أربعة أقوال.
أحدها : أنه السيِّد الذي يُصْمَدُ إليه في الحوائج، رواه ابن عباس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وروى علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قال : الصمد : السيد الذي قد كمل في سؤْدُدِه.
قال أبو عبيدة : هو السيد الذي ليس فوقه.
أحد والعرب تسمي أشرافها : الصَّمد.
قال الأسدي :
لَقَدْ بَكَّرَ النَّاعي بِخَيْريْ بَني أَسَدْ...
بعمرو بن مَسْعودٍ وبالسَّيدِ الصَّمَدْ
وقال الزجاج : هو الذي ينتهي إليه السُّؤدُد، فقد صمد له كل شيء قصد قصده.
وتأويل صمود كل شيء له : أن في كل شيء أثر صُنْعه.
وقال ابن الأنباري : لا خلاف بين أهل اللغة أن الصمد : السيد الذي ليس فوقه أحد يصمد إليه الناس في أمورهم وحوائجهم.
والثاني : أنه الذي لا جوف له، قاله ابن عباس، والحسن، ومجاهد، وابن جبير، وعكرمة، والضحاك، وقتادة، والسدي.
وقال ابن قتيبة : فكأن الدال من هذا التفسير مبدلة من تاء، والمصمت من هذا.
والثالث : أنه الدائم.
والرابع : الباقي بعد فناء الخلق، حكاهما الخطابي وقال : أصح الوجوه الأول، لأن الاشتقاق يشهد له، فإن أصل الصمد : القصد.
يقال : اصمد صمد فلان، أي اقصد قصده.
فالصمد : السيد الذي يصمد إليه في الأمور، ويقصد في الحوائج.
قوله تعالى :﴿ لم يلد ﴾ قال مقاتل : لم يلد فيورَّث ﴿ ولم يولد ﴾ فيشارَك، وذلك أن مشركي العرب قالوا : الملائكة بناتُ الرحمن.
وقالت اليهود : عزير ابن الله، وقالت النصارى : المسيح ابن الله، فبرَّأ نفسه من ذلك.
قوله تعالى :﴿ ولم يكن له كُفُواً أحد ﴾ قرأ الأكثرون بالتثقيل والهمز.
ورواه حفص بالتثقيل وقلب الهمز واواً.
وقرأ حمزة بسكون الفاء.
والكفء : المثل المكافئ.
وفيه تقديم وتأخير، تقديره : ولم يكن له أحد كُفُوَاً، فقدَّم وأخرَّ لتتفق رؤوس الآيات. أ هـ ﴿زاد المسير حـ ٩ صـ ٢٦٤ ـ ٢٦٩﴾


الصفحة التالية
Icon