وعن مجاهد : أي لا صاحبة له.
وقد جاء نفي الكفء والمثل والند والعدل، فالكفء في هذه السورة والمثل في قوله :﴿ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ﴾ [ الشورى : ١١ ]، وقوله :﴿ فَلاَ تَضْرِبُواْ لِلَّهِ الأمثال ﴾ [ النحل : ٧٤ ].
والند في قوله :﴿ فَلاَ تَجْعَلُواْ للَّهِ أَندَاداً وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾ [ البقرة : ٢٢ ].
والعدل في قوله :﴿ ثْمَّ الذين كَفَرُواْ بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ ﴾ [ الأنعام : ١ ].
وتقدم للشيخ رحمة الله تعالى علينا وعليه عند آية الأنعام بيان لذلك، أي يساوونه بغيره من العدل بكسر أوله، وهو أحد شقي حمل البعير على أحد التفسيرين، والآخر من العدول عنه إلى غيره.
وفي هذه السورة مبحثان يوردهما المفسرون. أحدهما : أسباب نزولها، والآخر : ما جاء في فضلها، ولم يكن موضوع هذا الكتاب تتبع ذلك، إلا ما كان له دوافع تتعلق بالمعنى.
أما ما جاء في فضلها، فقد قال أبو حيان في تفسيره : لقد أكثر المفسرون إيراد الآثار في ذلك، وليس هذا محلها، وهو كما قال، فقد أوردها ابن كثير والفخر الرازي والقرطبي وابن حجر في الإصابة في ترجمة معاذ بن جبل وغيرهم، وليس هذا محل إيرادها، اللهم إلا ما جاء في الصحيح : أن تلاوتها تعدل ثلث القرآن لتعلق موضوعها بالتوحيد.
أما المبحث الآخر وهو سبب نزولها، فقيل فيه. إن المشركين طلبوا منه ﷺ أن ينسب لهم ربه، فنزلت.
وقوله فيها ﴿ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ ﴾، رد على إثبات النسب له سبحانه وتعالى.
وقد جاء مثل هذا المعنى حينما سأل فرعون موسى عن ربه، فقال له :﴿ وَمَا رَبُّ العالمين ﴾ [ الشعراء : ٢٣ ].


الصفحة التالية
Icon