فصل فى التفسير الموضوعى للسورة كاملة


قال الشيخ محمد الغزالى :
سورة الإخلاص
رب العالمين واحد، لا ثانى له ولا ثالث، لا صاحبة له ولا ولد. والصفات التى أسندها لذاته العليا، تجعل ماعداه صفرا، وتجعل القول به عبثا " وقال الله لا تتخذوا إلهين اثنين إنما هو إله واحد فإياي فارهبون "، "... ولا تقولوا ثلاثة انتهوا خيرا لكم إنما الله إله واحد سبحانه أن يكون له ولد ". والتوحيد روح الإسلام ولباب القرآن. وما نسبه الله إلى نفسه من صفات يجعل ماعداه عبدا عاجزا لا يملك لنفسه ولا لغيره ضرا ولا نفعا، فأين هو؟ ولماذا لم يقبل التحدى؟ وننبه هنا إلى ما سقناه من قبل من أدلة عقلية على التوحيد " ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من إله إذا لذهب كل إله بما خلق ولعلا بعضهم على بعض سبحان الله عما يصفون * عالم الغيب والشهادة فتعالى عما يشركون ". وفى موضع آخر يقول :" لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا فسبحان الله رب العرش عما يصفون * لا يسأل عما يفعل وهم يسألون ". والقائلون بالتثليث يرون أن الآلهة ثلاثة، وإن كانوا فى الحقيقة إلها واحدا، فهم أب وابن وروح قدس، ولا يتصور بينهم خلاف! فما يقولون فى قضية الصلب؟ إذا كان الثلاثة واحدا، فإن المصلوب هم الجميع، وفقد العالم ربه حينا من الدهر. وإن كان المصلوب الابن وحده، فليس بإله يقينا! ولمن شاء أن يعتنق ما شاء. ما نحجر على إيمان أحد، ولكننا فقط ننصف كتابنا وعقيدتنا، فنحن نتلقى التهم من كل جهة..!! وسورة الإخلاص سطر واحد :" قل هو الله أحد * الله الصمد * لم يلد ولم يولد * ولم يكن له كفوا أحد". وهى تعدل ثلث القرآن لأنها لخصت أصل الاعتقاد عندنا.


الصفحة التالية
Icon