اعلم أنهم أجمعوا على أنه لا بد في سورة :﴿قُلْ يا أَيُّهَا الكافرون﴾ من قل وأجمعوا على أنه لا يجوز لفظ قل في سورة :﴿تُبْتُ﴾ وأما في هذه السورة فقد اختلفوا، فالقراءة المشهورة :﴿قُلْ هُوَ الله أَحَدٌ﴾ وقرأ أبي وابن مسعود.
بغير قل هكذا :﴿هُوَ الله أَحَدٌ﴾ وقرأ النبي ﷺ، بدون ( قل هو ) هكذا :﴿الله أَحَدٌ * الله الصمد﴾ فمن أثبت قل قال : السبب فيه بيان أن النظم ليس في مقدوره، بل يحكي كل ما يقال له، ومن حذفه قال : لئلا يتوهم أن ذلك ما كان معلوماً للنبي عليه الصلاة والسلام.
المسألة الثالثة :
اعلم أن في إعراب هذه الآية وجوهاً أحدها : أن هو كناية عن اسم الله، فيكون قوله : الله مرتفعاً بأنه خبر مبتدأ، ويجوز في قوله :﴿أَحَدٌ﴾ ما يجوز في قولك : زيد أخوك قائم الثاني : أن هو كناية عن الشأن، وعلى هذا التقرير يكون الله مرتفعاً بالابتداء وأحد خبره، والجملة تكون خبراً عن هو، والتقدير الشأن والحديث : هو أن الله أحد، ونظيره قوله :﴿فَإِذَا هِىَ شاخصة أبصار الذين كَفَرُواْ﴾ [ الأنبياء : ٩٧ ] إلا أن هي جاءت على التأنيث، لأن في التفسير : اسماً مؤنثاً، وعلى هذا جاء :﴿فَإِنَّهَا لاَ تعمى الأبصار﴾ [ الحج : ٤٦ ] أما إذا لم يكن في التفسير مؤنث لم يؤنث ضمير القصة، كقوله :
﴿إِنَّهُ مَن يَأْتِ رَبَّهُ مُجْرِماً﴾ [ طه : ٧٤ ] والثالث : قال الزجاج : تقدير هذه الآية أن هذا الذي سألتم عنه هو الله أحد.
المسألة الرابعة :