وقال ملا حويش :
تفسير سورة الفلق
عدد ٢٠ - ١١٣
نزلت بمكة بعد سورة الفيل، وهي خمس آيات وثلاث وعشرون كلمة، وأربعة وسبعون حرفا، لا ناسخ ولا منسوخ فيها :
"بسم اللّه الرّحمن الرّحيم".
قال تعالى "قُلْ" يا سيد الرسل إذا أردت أن تحترز مما تخاف وتحذر "أَعُوذُ" التجئ واعتصم "بِرَبِّ الْفَلَقِ ١" الّذي فلق ظلمة العدم بنور الإيجاد، والصبح بنور النهار، لأن الليل ينفلق عنه، قال ابن عباس الفلق سجن أو واد في جهنم تستعيذ منه أهل النار، وفيه إشارة إلى أن القادر على إزالة ظلمة الليل عن العالم بفلق الصبح، قادر على أن يدفع عن المستعيذ به ما يخافه ويخشاه، وخصصه بالتعوذ لأنه وقت دعاء المضطرين وإجابة دعوة الملهوفين "مِنْ شَرِّ ما خَلَقَ ٢" ومن شر كل ذي شر وخاصة فتنة الدجال ومن النار، وإبليس وأعوانه من الجن والإنس لأنهم شر الخلق وفيه تنبيه على أن الذي فلق ظلمة العدم بنور الإيجاد، قادر على أن يجير المستعيذ به من شر خلقه المضلين والضالين "وَمِنْ شَرِّ غاسِقٍ" هو الليل عند اشتداد ظلمته وقد أمر
بالتعوذ منه لانتشار الآفات فيه، وانعدام الغوث غالبا "إِذا وَقَبَ ٣" اعتكر ظلامه وقيل هو القمر إذا خسف أخرج الترمذي عن عائشة أنها قالت : إن رسول اللّه نظر إلى القمر فقال لها : استعيذي باللّه من شر هذا فإنه الغاسق إذا وقب.
والمراد منه، واللّه أعلم إذا خسف وسقط لأن هذا يكون يوم القيمة وهو جدير بان يتعوذ منه، وهناك أقوال بأنه الحية إذا انقلبت بعد اللسع وغير ذلك، وليست تلك الأقوال بشيء.


الصفحة التالية
Icon