وقال محمد بن كعب :" الغاسق إذا وقب " النهار دخل في الليل، وقال ابن زيد عن العرب، " الغاسق " سقوط الثريا، وكانت الأسقام والطاعون تهيج عنده، وقال عليه السلام :" النجم هو الغاسق " فيحتمل أن يريد الثريا، وقال لعائشة وقد نظر إلى القمر :" تعوذي بالله ﴿ من شر غاسق إذا وقب ﴾، فهذا هو "، وقال القتبي وغيره : هو البدر إذا دخل في ساهور فخسف، قال الزهري في " الغاسق إذا وقب " : الشمس إذا غربت، و﴿ وقب ﴾ في كلام العرب : دخل، وقد قال ابن عباس في كتاب النقاش :" الغاسق إذا وقب " : ذكر الرجل، فهذا التعوذ في هذا التأويل نحو قوله عليه السلام وهو يعلم السائل التعوذ :" قل أعوذ بالله من شر سمعي وشر قلبي وشر بصري وشر لساني وشر منيي "، ذكر الحديث جماعة و﴿ النفاثات في العقد ﴾ السواحر، ويقال إن الإشارة أولاً إلى بنات لبيد بن الأعصم اليهودي كن ساحرات وهن اللواتي سحرن مع أبيهم النبي ﷺ وعقدن له إحدى عشرة عقدة، فأنزل الله تعالى إحدى عشرة آية بعد العقد، هي المعوذتان، فشفى الله النبي ﷺ، والنفث شبه النفخ دون تفل ريق، وهذا النفث هو على عقد تعقد في خيوط ونحوها على اسم المسحور فيؤذى بذلك، وهذا الشأن في زمننا موجود شائع في صحراء المغرب، وحدثني ثقة أنه رأى عند بعضهم خيطاً أحمر قد عقد فيه عقد على فصلان فمنعت بذلك رضاع أمهاتها، فكان إذا حل جرى ذلك الفصيل إلى أمه في الحين فرضع أعاذنا الله من شر السحر والسحرة بقدرته، وقرأ عبد الله بن القاسم والحسن وابن عمر :" النافثات في العقد "، وقوله تعالى :﴿ ومن شر حاسد إذا حسد ﴾ قال قتادة : من شر عينه ونفسه، يريد بالنفس السعي الخبيث والإذاية كيف قدر لأنه عدو مجد ممتحن، وقال الشاعر :


الصفحة التالية
Icon