ووجد رسول الله ﷺ خِفَّة حين انحلت العُقْدَةُ الأخيرة، وجعل جبريل عليه السلام يقول : بسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك، ومن حاسد وعين، والله يشفيك.
فقالوا يا رسول الله : أفلا نأخذ الخبيث فنقتله؟ فقال :"أما أنا فقد شفاني الله، وأكره أن أُثير على الناس شراً" ".
وقد أخرج البخاري ومسلم في "الصحيحين" من حديث عائشة حديث سحر رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقد بينا معنى "أعوذ" في أول كتابنا.
وفي "الفلق" ستة أقوال.
أحدها : أنه الصبح، رواه العوفي عن ابن عباس، وبه قال الحسن، وسعيد بن جبير، ومجاهد، وقتادة، والقرظي، وابن زيد، واللغويون قالوا : ويقال : هذا أبين من فَلَق الصبح وَفَرَقَ الصبح.
والثاني : أنه الخَلْق، رواه الوالبي عن ابن عباس.
وكذلك قال الضحاك : الفَلَق : الخَلْق كلُّه.
والثالث : سِجْن في جهنم، روي عن ابن عباس أيضاً.
وقال وهب والسدي : جُبٌّ في جهنم.
وقال ابن السائب : وادٍ في جهنم.
والرابع : شجرة في النار، قاله عبد الله بن عمرو.
والخامس : أنه كُلُّ ما انفلق عن شيء كالصبح، والحَبُّ، والنَّوى، وغير ذلك.
قاله الحسن.
قال الزجاج : وإذا تأملت الخلق بَانَ لك أن أكثره عن انفلاق، كالأرض بالنبات، والسحاب بالمطر.
والسادس : أنه اسم من أسماء جهنم، قاله أبو عبد الرحمن عبد الله بن يزيد الحبلي.
قوله تعالى :﴿ من شر ما خلق ﴾ وقرأ ابن السميفع، وابن يعمر :"خُلِق" بضم الخاء، وكسر اللام.
وفيه ثلاثة أقوال.
أحدها : أنه عام، وهو الأظهر.
والثاني : أن شر ما خُلِق : إبليسُ وذُريته، قاله الحسن.
والثالث : جهنم، حكاه الماوردي.
وفي "الغاسق" أربعة أقوال.
أحدها : أنه القمر، روت عائشة قالت : نظر رسول الله ﷺ إلى القمر، فقال : استعيذي بالله من شره فإنه الغاسق إذا وقب، رواه الترمذي، والنسائي في كتابيهما.


الصفحة التالية
Icon