قال ابن قتيبة : ويقال : الغاسق : القمر إذا كسف فاسودَّ.
ومعنى "وقب" دخل في الكسوف.
والثاني : أنه النجم، رواه أبو هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
والثالث : أنه الليل، قاله ابن عباس، والحسن، ومجاهد، والقرظي، والفراء، وأبو عبيد، وابن قتيبة، والزجاج.
قال اللغويون : ومعنى "وقب" دخل في كل شيء فأظلم.
و"الغسق" الظلمة.
وقال الزجاج : الغاسق : البارد، فقيل لِلَّيل : غاسق، لأنه أبرد من النهار.
والرابع : أنه الثريا إذا سقطت، وكانت الأسقام، والطواعين تكثر عند وقوعها، وترتفع عند طلوعها، قاله ابن زيد.
فأما ﴿ النفاثات ﴾ فقال ابن قتيبة : هن السواحر ينفثن.
أي : يَتْفُلن إذا سحرن، ورَقَيْن.
قال الزجاج : يَتْفُلْنَ بلا ريق، كأنه نفح.
وقال ابن الأنباري : قال اللغويون : تفسير نَفَثَ : نَفَخَ نفخاً ليس معه ريق، ومعنى تفل : نفخ نفخاً معه ريق.
قال ذو الرُّمَّة :
ومن جَوْفِ ماءٍ عَرْمَضُ الحَوْلِ فَوْقَهُ...
متى يَحْسُ منه مائِحُ القومِ يَتْفُلِ
وقد روى ابن أبي سُرَيج "النافثات" بألف قبل الفاء مع كسر الفاء وتخفيفها.
وقال بعض المفسرين : المراد بالنَّفَّاثات هاهنا : بنات لبيد بن أعصم اليهودي سحرن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
﴿ ومن شر حاسد ﴾ يعني : اليهود حسدوا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقد ذكرنا حدَّ الحسد في [ البقرة : ١٠٩ ] والحسد : أخس الطبائع.
وأولُ معصية عُصِيَ الله بها في السماء حَسَدُ إبليس لآدم، وفي الأرض حَسَدُ قابيلَ هَابيلَ. أ هـ ﴿زاد المسير حـ ٩ صـ ٢٧٠ ـ ٢٧٦﴾