وقال القرطبى :
﴿ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (١) ﴾
فيه تسع مسائل :
الأولى : روى النسائيّ " عن عقبة بن عامر، قال : أتيت النبي ﷺ وهو راكب، فوضعت يدي على قدمه، فقلت : أقرئني سورة هُودٍ أقرئني سورة يوسف.
فقال لي :"ولَنْ تَقْرأ شيئاً أبلغ عند الله من ﴿ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الفلق ﴾ " " وعنه قال :" بينا أنا أسير مع النبيّ ﷺ بين الجحْفَة والأَبواءِ، إذ غشتنا ريح مظلمة شديدة، فجعل رسول الله ﷺ يتعوّذ ب ﴿ أَعُوذُ بِرَبِّ الفلق ﴾، و ﴿ أَعُوذُ بِرَبِّ الناس ﴾، ويقول :"يا عقبة، تعوّذ بهما، فما تعوّذ متعوّذ بمثلهما".
قال : وسمعته يقرأ بهما في الصلاة " وروى النَّسائي " عن عبد الله قال : أصابنا طَشٌّ وظُلْمة، فانتظرنا رسول الله ﷺ يَخْرج.
ثم ذكر كلاماً معناه : فخرج رسول الله ﷺ لِيُصلِّيَ بنا، فقال :"قُلْ".
فقلت : ما أقول؟ قال :"قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ والمعوذتين حين تمسي، وحين تصبح ثلاثاً، يكفِك كل شيء" " " وعن عقبة بن عامر الجُهَنِي قال : قال لي رسول الله ﷺ :"قُلْ".
قلت : ما أقول؟ قال "قل :﴿ قُلْ هُوَ الله أَحَدٌ ﴾ ﴿ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الفلق ﴾ ﴿ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الناس ﴾ فقرأهن رسول الله ﷺ، ثم قال لم يتعوّذ الناس بمثلهن، أو لا يتعوّذ الناس بمثلِهِن" " وفي حديث ابن عباس :" قل أَعوذ بِرب الفلقِ وقُلْ أَعوذُ بِرَبِّ النَّاسِ، هاتين السورتين " وفي صحيح البخاري ومسلم عن عائشة : أن النبيّ ﷺ كان إذا اشتكى قرأ على نفسه بالمُعَوذَّتَيْن ويَنْفِثُ، فلما اشتدّ وجعه كنت أقرأ عليه، وأمسح عنه بيده، رجاءَ بركتها.
النَّفْث : النفخ ليس معه ريق.