و"وَقَبَ" على هذا التفسير : أظلم ؛ قاله ابن عباس.
والضحاك : دَخَلَ.
قتادة : ذَهَبَ.
يَمانُ بن رِئاب : سَكَن.
وقيل : نزل ؛ يقال : وَقَب العذاب على الكافرين ؛ نَزَل.
قال الشاعر :
وَقَبَ العذابُ عليهمُ فكَأَنَّهُمْ...
لَحِقتْهُمُ نارُ السَّمُومِ فأُحْصِدُوا
وقال الزجاج : قيل الليل غاسق لأنه أبرد من النهار.
والغاسق : البارد.
والغَسَق : البرد ؛ ولأن في الليل تخرج السِّباع من آجامها، والهوام من أماكنها، وينبعث أهل الشر على العيث والفساد.
وقيل : الغاسق : الثُّريَّا ؛ وذلك أنها إذا سقطت كثرت الأسقام والطواعين، وإذا طلعت ارتفع ذلك ؛ قاله عبد الرحمن بن زيد.
وقيل : هو الشمس إذا غربت ؛ قاله ابن شهاب.
وقيل : هو القمر.
قال القُتَبِيّ :﴿ إِذَا وَقَبَ ﴾ القمر : إذا دخل في ساهوره، وهو كالغلاف له، وذلك إذا خُسِفَ به.
وكل شيء أسود فهو غَسَق.
وقال قتادة :"إِذا وَقَب" إذا غابَ.
وهو أصح ؛ لأن في الترمذيّ " عن عائشة : أن النبيّ ﷺ نظر إلى القمر، فقال :"يا عائشة، استعيذي بالله من شر هذا، فإن هذا هو الغاسق إذا وَقَبَ" "
قال أبو عيسى : هذا حديث حسن صحيح.
وقال أحمد بن يحيى ثعلب عن ابن الأعرابي في تأويل هذا الحديث : وذلك أن أهل الريبَ يَتَحينون وَجبة القمر.
وأنشد :
أراحنِي اللَّهُ مِن أشياءَ أَكرهُها...
منها العجوزُ ومنها الكلبُ والقمرُ
هذا يبوحُ وهذا يُستضاء بِه...
وهذه ضِمْرِزٌ قَوَّامَةُ السَّحَرِ
وقيل : الغاسق : الحية إذا لدغت.
وكأن الغاسق نابُها ؛ لأن السم يغسق منه ؛ أي يسيل.
ووقب نابها : إذا دخل في اللدِيغ.
وقيل : الغاسق : كل هاجم يضر، كائناً ما كان ؛ من قولهم : غسقتِ القرحة : إذا جرى صديدُها.
السادسة : قوله تعالى :﴿ وَمِن شَرِّ النفاثات فِي العقد ﴾ يعني الساحرات اللائي ينفُثْن في عُقَد الخيط حين يَرْقِينَ عليها.
شبه النفخ كما يعمل من يرقِي.
قال الشاعر :


الصفحة التالية
Icon