أَعُوذُ بِربِّي مِن النَّافِثَا...
تِ في عِضهِ العاضِهِ المُعْضِه
وقال مُتَمِّم بن نُوَيْرة :
نَفَثْتَ في الخيطِ شَبِيهَ الرُّقَى...
مِن خشية الجِنةِ والحاسِدِ
وقال عنترة :
فإنْ يَبْرَأْ فلَمْ أَنْفُثْ عَليْهِ...
وإنْ يُفْقَدْ فَحُق لَهُ الفُقُودُ
السابعة : روى النَّسائي عن أبي هريرة قال : قال رسول الله ﷺ :" من عَقَد عُقدة ثم نَفَثَ فيها، فقد سَحَر، ومن سحر فقد أَشْرَك، ومَنْ تَعَلَّق شيئاً وُكِل إليه " واختلِف في النفْث عند الرُّقَى، فمنعه قوم، وأجازه آخرون.
قال عكرمة : لا ينبغي للراقي أن ينفُث، ولا يمسح ولا يعقِد.
قال إبراهيم : كانوا يكرهون النفث في الرُّقَى.
وقال بعضهم : دخلت على الضحاك وهو وجِع، فقلت : ألا أُعَوِّذَك يا أبا محمد؟ قال : بلى، ولكن لا تنفث ؛ فعوّذته بالمعوذتين.
وقال ابن جريج قلت لعطاء : القرآن يُنفَخ به أو يُنْفَثُ؟ قال : لا شيء من ذلك ولكن تقرؤه هكذا.
ثم قال بعد : انفُثِ إن شئت.
وسئل محمد بن سِيرين عن الرُّقية يُنْفث فيها، فقال : لا أعلم بها بأساً، وإذا اختلفوا فالحاكم بينهم السنة.
روت عائشة :" أن النبيّ ﷺ كان ينفِث في الرُّقية " ؛ رواه الأئمة، وقد ذكرناه أوّل السورة وفي ( سُبْحان ).
وعن محمد بن حاطب أن يده احترقت فأتت به أمّه النبيّ ﷺ، فجعل ينفُث عليها ويتكلم بكلام ؛ زعم أنه لم يحفظه.
وقال محمد بن الأشعث : ذُهِب بي إلى عائشة رضي الله عنها وفي عينيّ سوء، فرقَتْنِي ونَفَثَت.
وأما ما رُوي عن عكرمة من قوله : لا ينبغي للراقي أن ينفُث ؛ فكأنه ذهب فيه إلى أن الله تعالى جعل النفْث في العُقَد مما يستعاذ به، فلا يكون بنفسه عُوذة.
وليس هذا هكذا ؛ لأن النفث في العُقَد إذا كان مذموماً لم يجب أن يكون النفث بلا عُقد مذموماً.


الصفحة التالية
Icon