ولأن النفث في العُقَد إنما أريد به السحر المضِرّ بالأرواح، وهذا النفث لاستصلاح الأبدان، فلا يقاس ما ينفع بما يضر.
وأما كراهة عكرمة المسحَ فخلاف السنة.
" قال علي رضي الله عنه : اشتكيت، فدخل عليّ النبيّ ﷺ وأنا أقول : اللهمَّ إنْ كان أجلي قد حَضَرَ فأرِحنِي، وإن كان متأخراً فاشفني وعافني، وإن كان بلاء فصبرني.
فقال النبيّ ﷺ :"كيف قلت"؟ فقلت له.
فَمَسحني بيده، ثم قال :"اللهم اشْفِه" فما عاد ذلك الوجع بعد " وقرأ عبد الله بن عمرو وعبد الرحمن بن سابط وعيسى بن عمر ورويس عن يعقوب "ومِن شر النافِثاتِ" في وزن ( فاعلات ).
ورُوِيت عن عبد الله بن القاسم مولى أبي بكر الصديق رضي الله عنهما.
وروي أن نساء سحرن النبيّ ﷺ في إحدى عشرة عقدة ؛ فأنزل الله المعوذتين إحدى عشرة آية.
قال ابن زيد : كنّ من اليهود ؛ يعني السواحر المذكورات.
وقيل : هنّ بنات لَبِيد بن الأعصم.
الثامنة : قوله تعالى :﴿ وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ ﴾ قد تقدم في سورة "النساء" معنى الحسد، وأنه تمني زوالِ نعمة المحسود وإن لم يصر للحاسد مثلها.
والمنافسة هي تمني مثلها وإن لم تزل.
فالحسدُ شرٌّ مذموم.
والمنافسة مباحة وهي الغِبطة.
وقد روي : أن النبيّ ﷺ قال :" المؤمن يَغْبِطُ، والمنافق يَحْسُد " وفي الصحيحين :" لا حسَد إلا في اثنتين " يريد لا غِبْطَة.
وقد مضى في سورة "النساء" والحمد لله.
قلت : قال العلماء : الحاسد لا يضر إلا إذا ظهر حسده بفعل أو قول، وذلك بأن يحمله الحسد على إيقاع الشر بالمحسود، فيَتْبَع مساوئه ويطلب عَثَراته.
قال ﷺ :" إِذا حَسَدت فلا تَبْغِ...
" الحديث.
وقد تقدم.
والحسد أوّل ذنب عُصِي الله به في السماء، وأول ذنب عُصِي به في الأرض، فحسَدَ إبليس آدَمَ، وحسد قابيلُ هابيلَ.
والحاسد ممقوت مبْغوض مطرود ملعون.