هذا وما قيل أنه صلّى اللّه عليه وسلم سحر من قبل اليهود في المدينة وصار يتعوّذ بهما ولم يزل حتى برىء، فبعيد عن الصحة، لأن هاتين السورتين نزلنا بمكة في أوائل البعثة ولا خلطة له ولا مراجعة مع اليهود حتى يغتاظوا منه فيسحروه وكيف يسحر وهو معصوم بعصمة اللّه، وقد نفى اللّه عنه وصفه بالسحر وحماه من السحرة وغيرهم، وعليه فكل ما ورد في هذا لا عبرة به ولا قيمة لناقليه البتة، وما قيل أن المعوذتين نزلتا بالمدينة لا صحة له، لأن القول المعتمد أنهما مكيتان وأن تعوذه بهما استدار للأمر به من سحر وعين وحسد وغيرها له ولأمته إلى يوم القيامة، أما كونه صلّى اللّه عليه وسلم سحر في المدينة وصار يتعوذ بهما من السحر فغير صحيح.
مطلب في السحر وعدم وقوعه على الأصول :
وكل ما نقل في هذا مطعون فيه.


الصفحة التالية
Icon