فصل فى إعراب جميع آيات السورة الكريمة


قال الإمام أبو البقاء العكبرى :
سورة الناس

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

لقد ذكرنا في أول سورة البقرة أن أصل ناس عند سيبويه أناس فحذفت فاؤه : وعند غيره لم يحذف منه شئ، وأصله نوس لقولهم في التصغير نويس.
وقال قوم : أصله نيس مقلوب عن نسى أخذوه من النسيان وفيه بعد، و (الوسواس) بالفتح اسم، وبالكسر المصدر، والتقدير : من شر ذى الوسواس، وقيل سمى الشيطان بالفعل مبالغة، و (الخناس) نعت له، و (الذى يوسوس) يحتمل الرفع والنصب والجر.
قوله تعالى (من الجنة) هو بدل من شر بإعادة العامل : أي من شر الجنة،
والنصب والجر.
قوله تعالى (من الجنة) هو بدل من شر بإعادة العامل : أي من شر الجنة، وقيل هو بدل من ذى الوسواس لأن الموسوس من الجن، وقيل هو حال من الضمير في يوسوس : أي يوسوس وهو من الجن، وقيل هو بدل من الناس : أي في صدور الجنة، وجعل " من " تبيينا وأطلق على الجن اسم الناس لأنهم يتحركون في مراداتهم، والجن والجنة بمعنى، وقيل من الجنة حال من الناس : أي كائنين من القبيلين، وأما (الناس) الأخير فقيل هو معطوف على ذى الوسواس : أي من شر القبيلين، وقيل هو معطوف على الجنة، والله أعلم.
تم الكتاب والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على سيدنا محمدا وآل سيدنا محمد أجمعين.
وهذا آخر ما تيسر من إملاء الكتاب (التبيان في إعراب القرآن) ونسأل الله أن يوفقنا لشكر آلائه، وللعمل بما علمنا، والعصمة من الزلل في القول والعمل، بمنه وكرمه وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، كلما ذكره الذاكرون وغفل عن ذكره الغافلون. أ هـ ﴿ إملاء ما من به الرحمن حـ ٢ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon