يرضيه في الدنيا والآخرة فقد روى الإمام أبو عمرو والأوزاعي عن إسماعيل بن عبد الله بن عباس عن أبيه قال عرض على رسول الله صلّى الله عليه وسلم ماهو مفتوح على أمته نم بعده كنزاً كنزاً فسر بذلك فأنزل الله (ولسوف يعطيك ربك فترضى) فأعطاه في الجنة ألف قصر في كل قصر ما ينبغي له من الأزواج والخدم رواه ابن جرير وابن أبي حاتم من طريقه وهذا إسناد صحيح إلى ابن عباس. ومثل هذا لا يقال إلا عن توقيف فهو في حكم المرفوع عند الجماعة، وقال السدى عن ابن عباس كبر صلّى الله عليه وسلم أن لا يدخل أحد من أهل بيته النار، وقال الحسن يعني بذلك الشفاعة، وهكذا قال أبو جعفر الباقر رضي الله عنه، وقيل كبر صلّى الله عليه وسلم لما رآه من صورة جبرائيل عليه السلام التي خلقه الله عليهم عند نزوله بهذه السورة فقد ذكر بعض السلف منهم الإمام أبو بكر محمد بن اسحاق أن هذه السورة هي التي أوحاها جبرائيل عليه السلام إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلم حين تبدى له في صورته التي خلقه الله تعالى عليها ودنا إليه وتدلّى منهبطاً عليه وهو بالأبطح فأوحى إلى عبده ما أوحى قال قال له هذه السورة (والضحى والليل إذا سجى) (قلت) وهذا قول قوي جيد إذ التكبير إنما يكون غالباً لأمر عظيم أو مهول والله أعلم. وقيل زيادة في تعظيم الله مع التلاوة لكتابه والتبرك بختم وحيه وتنزيله والتنزيه له من السوء قاله مكي وهو نحو قول علي رضي الله عنه الآتي : إذا قرأت القرآن فبلغت قصارى المفصل فكبر الله فكأن التكبير شكر الله وسرور وإشعار بالختم. فإن قيل فما ذكرتم كله يقتضي سبب ابتداء التكبير في (والضحى) أولها أو آخرها وقد ثبت ابتداء التكبير أيضاً من أول (ألم نشرح) فهل من سبب يقتضي ذلك؟ (قلت) لم أر أحداً تعرض إلى هذا فيحتمل أن يكون الحكم الذي لسورة الضحى انسحب للسورة التي تليها وجعل حكم مالآخر (الضحى) لأول (ألم نشرح) ويحتمل أنه لما كان ما ذكر فيها من النعم عليه صلّى