الباقون يكبرون من خاتمة والضحى إلى أول قل أعوذ برب الناس في قول ابن هاشم قال وفي قول غيره إلى خاتمة قل أعوذ برب الناس فإن فيه تجوزاً أيضاً وصوابه أن يقول في قول ابن هاشم من أول والضحى إلى أول قل أعوذ برب الناس وابن هاشم هذا هو أبو العباس أحمد بن علي بن هاشم المصري المعروف بتاج الأئمة أستاذ القراآت وشيخها بالديار المصرية وهو شيخ الهذلي وشيخ ابن شريح وأبي القاسم بن الفحام. وقرأ قراءة ابن كثير على أصحاب أصحاب ابن مجاهد كالحمامى وعلي بن محمد بن عبد الله الحذاء ومذهبهم ابتداء التكبير من أول والضحى وانتهاؤه أول الناس كما نص عليه أصحابهم العارفون بمذهبهم ولولا صحبة طرق ابن هاشم عندنا على ما ذكرنا لقلنا لعل الهذلي أراد بآخر الضحى أول ألم نشرح (فالحاصل) أن من ابتدأ التكبير من أول الضحى أو ألم نشرح قطعه أول الناس ومن ابتدأ به في آخر الضحى قطعه آخر الناس لا نعلم أحداً خالف هذا مخالفة صريحة لا تحتمل التأويل إلا ما انفرد به أبو العز في كفايته عن بكار عن ابن مجاهد عن قنبل من التكبير من أول الضحى مع التكبير بين الناس والفاتحة وتبعه على ذلك الحافظ أبو العلاء فروى عنه وهو وهم بلا شك ولعله سبق قلم من أول ألم نشرح إلى أول الضحى لأن أبا العز نفسه ذكره على الصواب في إرشاده فجعل له التكبير من أول ألم نشرح وكذلك أبو الحسن الخياط أكبر من أخذ عن أصحاب بكار. وإذا ثبت أن الصواب من أول ألم نشرح فيحتمل أن يكون المراد آخر الضحى. وعبر عن آخر والضحى بأول ألم نشرح كما رواه غيره ويحتمل أن يكون لحظ أن للسورة حظاً من التكبير أولها وآخرها وقد يتعدى هذا إلى والضحى إن ثبت وقد عرفتك ما فيه على أن طريق بكار عن ابن مجاهد ليست من طرقنا فليعلم. قال أبو شامة (فإن قلت) فما وجه من كبر من أول والضحى وكبر آخر الناس؟ قلت أعطى السورة حكم ما قبلها من السور إذ كل سورة منها بين تكبير وليس التكبير في آخر الناس لأجل الفاتحة لأن