رحمه الله أنه كان يفتى به وربما عمل به في التراويح في شهر رمضان ورأيت أنا غير واحد من شيوخنا يعمل به ويأمر من يعمل به في صلاة التراويح وفي الإحياء في ليالي رمضان حتى كان بعضهم إذا وصل في الإحياء إلى الضحى قام بما بقي من القرآن في ركعة واحدة يكبر أثر كل سورة فإذا انتهى إلى (قل أعوذ برب الناس) كبر في آخر هائم يكبر ثانياً للركوع وإذا قام في الركعة الثانية قرأ الفاتحة وما تيسر من أول البقرة. وفعلت أنا كذلك مرات لما كنت أقوم بالأحياء إماماً بدمشق ومصر. وأما من كان يكبر في صلاة التراويح فإنهم يكبرون أثر كل سورة ثم يكبرون للركوع وذلك إذا آثر التكبير آخر السورة ومنهم من كان إذا قرأ الفاتحة وأراد الشروع في السورة كبر وبسمل وابتدأ السورة. وختم مرة صبي في التراويح فكبر على العادة فأنكر عليه بعض أصحابنا الشافعية فرأيت صاحبنا الشيخ الإمام زين الدين عمر بن مسلم القرشي رحمه الله بعد ذلك في الجامع الأموي وهو ينكر على ذلك المنكر ويشنع عليه ويذكر قول الشافعي الذي حكاه السخاوي وأبو شامة ويقول رحم الله الخطيب ابن جملة لقد كان عالماً متيقظاً متحرياً. ثم رأيت كتاب الوسيط تأليف الإمام الكبير شيخ الإسلام أبي الفضل عبد الرحمن ابن أحمد الرازي الشافعي رحمه الله وفيه ما هو نص على التكبير في الصلاة كما سيأتي لفظه في الفصل بعد هذا في صيغة التكبير. والقصد أنني تتبعت كلام الفقهاء من أصحابنا فلم أر لهم نصاً في غير ما ذكرت وكذلك لم أر للحنفية ولا للمالكية وأما الحنابلة فقال الفقيه الكبير أبو عبد الله محمد بن مفلح في كتاب الفروع له وهل يكبر لختمة من الضحى أو ألم نشرح آخر كل سورة فيه روايتان ولم تستحبه الحنابلة لقراءة غير ابن كثير وقيل ويهلل انتهى (قلت) ولما من الله تعالى على بالمجاورة بمكة ودخل شهر رمضان فلم أر أحداً مما صلّى التراويح بالمسجد الحرام إلا يكبر من الضحى عند الختم فعلمت أنها سنة باقية فيهم إلى


الصفحة التالية
Icon