(والخامس) قوله وقد رووا التفسير فيه مدرجاً في الحديث ولعله من بعض الرواة فلا نعلم أحداً صرح بادراجه في الحديث بل الرواة لهذا الحديث بين من صرح بأنه صلّى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم فسره به كما هو في أكثر الروايات وبين من اقتصر على رواية بعض الحديث فلم يذكر تفسيره، ولا منافاة بين الروايتين فتحمل رواية تفسيره على رواية من لم يفسره ويجوز الاقتصار على رواية بعض الحديث إذا لم يخل بالمعنى وهذا مما لا خلاف عندهم فيه ولا يلزم الإدراج في الرواية الأخرى وأيضاً فغايته أن تكون رواية التفسير زيادة على الرواية الأخرى وهي من ثقة وزيادة الثقة مقبولة فدل ما ذكرناه وقدمناه من الروايات والطرق والمتابعات على قوة هذا الحديث وترقيه على درجة أن يكون ضعيفاً إذ ذاك ما يقوى بعضه بعضا ويؤدي بعضه بعضا وقد روى الحافظ أبو عمرو أيضاً بإسناد صحيح عن الأعمش عن إبراهيم قال كانوا يستحبون إذا ختموا القرآن أن يقرؤا من أوله آيات وهذا صريح في صحة ما اختاره القراء وذهب إليه السلف والله أعلم.
وقال الشيخ أبو شامة ثم ولو صح هذا الحديث والتفسير لكان معناه الحث على الاستكثار من قراءة القرآن والمواظبة عليها فكلما فرغ من ختمة شرع في أخرى أي أنه لا يضرب عن القراءة بعد ختمة يفرغ منها بل يكون قراءة القرآن دأبه ويدينه انتهى. وهو صحيح فأنا لم ندع أن هذا الحديث دال نصاً على قراءة الفاتحة والخمس من أول البقرة عقيب كل ختمة بل يدل على الإعتناء بقراءة القرآن والمواظبة عليها بحيث إذا فرغ من ختمة شرع في أخرى وأن ذلك من أفضل الأعمال.