وأما قراءة الفاتحة والخمس من البقرة فهو مما صرح. الحديث المتقدم أولا المروى من طريق ابن كثير وعلى كل تقدير فلا نقول إن ذلك لازم لكل قارئ بل نقول مكا قال أئمتنا فارس بن أحمد وغيره : من فعله فحسن ومن لم يفعله فلا حرج عليه، وقد ذكر الإمام مرفق الدين أوب محمد عبد الله بن قدامى المقدسي الحنبلي رحمه الله في كتابه المغنى أن أبا طالب صاحب الإمام أحمد قال سألت احمد إذا قرأ (قل أعوذ برب الناس) يقرأ من البقرة شيئاً؟ قال لا، فلم يستحب أن يصل ختمة بقراءة شيء انتهى. فحمله الشيخ موفق الدين على عدم الاستحباب وقال لعله لم يثبت عنده فيه أثر صحيح يصير إليه انتهى. وفيه نظر، إذ يحتمل أن يكون فهم من السائل أن ذلك لازم فقال لا، ويحتمل أنه أراد قبل أن يدعو ففي كتاب الفروع للأمام الفقيه شمس الدين محمد بن مفلح الحنبلي ولا يقرأ الفاتحة وخمساً من البقرة نص عليه قال الآمدي يعنى قبل الدعاء وقيل يستحب فحمل نص أحمد بقوله (لا) على أن يكون قبل الدعاء بل ينبغي أن يكون دعاؤه عقيب قراءة سورة الناس كما سيأتي نص أحمد رحمه الله وذكر قولاً آخر له بالاستحباب والله أعلم.


الصفحة التالية
Icon