قال السخاوي بعد ذكر هذا الحديث : فإن قيل فقد قلتم إن رسول الله صلّى الله عليه وسلم وعلى آله وسلم قال (ما عمل ابن آدم من عمل أنجى له من عذاب الله من ذكر الله) فكيف الجمع بينه وبين هذا الحديث؟ (قلت) القرآن من ذكر الله إذ فيه الثناء على الله عز وجل ومدحه وذكر آلائه ورحمته وكرمه وقدرته وخلقه المخلوقات ولطفه بها وهدايته لها. فإن قلت ففيه ذكر ما حلل وحرم ومن أهلك ونم أبعد من رحمته وقصص من كفر بآياته وكذب برسله، قلت ذكر جميعه من جملة ذكره إذ كان ذلك كله كلامه وأيضاً فإن من المدح ذكر ما أنزله من التحليل والتجريم كما أن من جملة الثناء على الطيب أن يذكر بأن له جداً ومنعه مما يضره وندبه إلى ما ينتفع به، وكذلك أيضاً من جملة ذكر مفاخر الملك ذكر أعدائه ومخالفته وكيف كانت عاقبة خلافهم له ومحاربتهم إياه من الهلكة والدمار والخسار، إذن القرآن أفضل الذكر (قلت) ورد في هذا المعنى أحاديث صحيحة منها أنه ﷺ سئل عن أفضل الأعمال فقال "إيمان بالله ثم جهاد في سبيله ثم حج مبرور" وفي حديث آخر "الصلاة لوقتها ثم بر الوالدين ثم الجهاد في سبيله" وفي آخر "واعلموا أن خير أعمالكم الصلاة" وحديث أي الأعمال أفضل" قال "الصبر والسماحة" وقال لأبي أمامة عليك بالصوم فإنه لا مثل له فقيل في الجواب إن المراد أي من أفضل الأعمال النظائر، لذلك يعبر عن الشيء بأنه الأفضل من أي هو من ملة الأفضل أي المجموع في الطبقة العليا التي لا طبقة أعلى منها وقيل إنه ﷺ أجاب كل سائل بحسب ما هو الأفضل في حقه بحسب ما يناسبه والأصلح له وما يقدر عليه ويطيقه والله أعلم.