(تنبيه) المعنى في الحديث " الحال المرتحل" على حذف مضاف أي عمل الحال المرتحل، وكذا "عليك بالحال" أي عليك بعمل الحال المرتحل وأما ما يعتمده بعض القراءة من تكرار قراءة (قل هو الله أحد) عند الختم ثلاث مرات فهو شيء نقرأ به ولا أعلم أحداً نص عليه من أصحابنا القراء ولا الفقهاء سوى أبي الفخر حامد بن علي بن حسنوية القزويني في كتابه حلية القراءة فإنه قال فيه ما نصه : والقراءة كلهم قرؤا سورة الإخلاص مرة واحد غير الهرواني عن الأعشي فإنه أخذ بإعادتها ثلاث دفعات والمأثور دفعة واحدة انتهى (قلت) والهرواني هذا هو بفتح الهاء والراء وهو القاضي أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن الحسين الجعفي الحنفي الكوفي كان فقيهاً كبيراً قال الخطيب البغدادي كان من عاصره بالكوفة يقول لم يكن بالكوفة من زمن ابن مسعود إلى وقته أحد أفقه منه انتهى. وقرأ برواية الأعشى على محمد بن الحسن بن يونس عن قراءته بها على أبي الحسن علي بن الحسن ابن عبد الرحمن الكسائي الكوفي صاحب محمد بن غالب صاحب الأعشى والظاهر أن ذلك كان اختياراً من الهرواني فإن هذا لم يعرف في رواية الأعشى ولا ذكره أحد من علمائنا عنه بل الذين قرؤا برواية الأعشى على الهرواني هذا كأبي علي البغدادي صاحب الروضة وأبي علي غلام الهراس شيخ أبي العز وكالشرمقاني والعطار شيخي ابن سوار وكأبي الفضل الخزاعي لم يذكر أحد منهم ذلك عن الهرواني ولو ثبت عندهم رواية لذكروه بلا شك فلذلك قلنا إنه يكون اختياراً منه والرجل كان فقيهاً عالماً أهلاً للاختيار فلعله رأى ذلك وصار العمل على هذا في أكثر البلاد عند الختم في غير الروايات والصواب عليه السلف لئلا يعتقد أن ذلك سنة ولهذا نص أئمة الحنابلة على أنه يكرر سورة الصمد وقالوا وعنه يعنون عن أحمد لا يجوز والله الموفق.
ومن الأمور المتعلقة بالختم الدعاء عقيب الختم


الصفحة التالية
Icon