وقال السمرقندى
قوله تعالى :﴿ قُلْ أَعُوذُ بِرَبّ الناس ﴾
يقول أستعيذ بالله وخالق الناس ويقال : أستعيذ بالله الذي هو رازق الخلق، ثم قال عز وجل :﴿ مَلِكِ الناس ﴾ يعني : خالق الناس ومالكهم وله نفاذ الأمر والملك فيهم، ثم قال عز وجل :﴿ إله الناس ﴾ يعني : خالق الناس ومعطيهم ومانعهم ﴿ مِن شَرّ الوسواس ﴾ يعني من شر الوسواس يعني من شر الشيطان، لأني لا أستطيع أن أحفظ نفسي من شره لأنه يجري في نفس الإنسان مجرى الدم ولا يراه بشر والله تعالى قادر على حفظي من شره ومن وسوسته.
ثم وصف الشيطان فقال :﴿ الخناس ﴾ قال مجاهد : هو منبسط على قلب الإنسان إذا ذكر الله خنس وانقبض فإذا عقل انبسط على قلبه ويقال له : خنوس كخنوس القنفذ ﴿ الذى يُوَسْوِسُ فِى صُدُورِ الناس مِنَ الجنة والناس ﴾ يعني : يدخل في صدور الجن كما يدخل في صدور الإنس ويوسوس لهم ويقال :﴿ الناس ﴾ في هذا الموضع يصلح للجن والإنس فإذا أراد به الجن فمعناه : يوسوس في صدور المؤمنين الذين هم جن ﴿ يُوَسْوِسُ فِى صُدُورِ الناس ﴾ يعني : الذين هم من بني آدم ويقال :﴿ الناس ﴾ معطوف على الوسواس ومعناه :﴿ مِن شَرّ الوسواس ﴾ ﴿ وَمِن شَرّ الوسواس الخناس ﴾ كما قال في آية أخرى ﴿ شياطين الإنس والجن ﴾ وقال مقاتل روي عن النبي ﷺ أنه قال له جبريل عليه السلام ألا أخبرك يا محمد ﷺ بأفضل ما يتعوذ به؟ قلت :" وَمَا هُوَ؟ " قال المعوذتان.
وروى علقمة عن عقبة بن عامر عن النبي ﷺ أنه قال :" مَا تَعَوَّذَ المُعَوِّذُونَ بِمِثْلِ المَعُوذَتَيْنِ ".


الصفحة التالية
Icon