الوجه الثاني : أن الوسواس الخناس قد يكون من الجنة، وهم الجن وقد يكون من الإنس، فكما أن شيطان الجن قد يوسوس للإنسان تارة، ويخنس أخرى، فكذلك شيطان الإنس قد يوسوس للإنسان كالنّاصح له فإن قبل زاد في الوسوسة، وإن كره السامع ذلك انخنس وانقبض فكأنه تعالى أمر أن يستعاذ به من شر الجن والإنس جميعاً ( ق ) عن عائشة رضي الله تعالى عنها " أن رسول الله ( ﷺ ) كان إذا أوى إلى فراشه كل ليلة جمع كفيه ثم ينفث فيهما، فيقرأ ﴿ قل هو الله أحد ﴾، و ﴿ قل أعوذ برب الفلق ﴾ و ﴿ قل أعوذ برب الناس ﴾، ثم يمسح بهما ما استطاع من جسده يبدأ بهما على رأسه، وما أقبل من جسده يفعل ذلك ثلاث مرات "
عن عائشة رضي الله عنها " أن رسول الله ﷺ كان إذا اشتكى يقرأ على نفسه بالمعوذات، وينفث، فلما اشتد وجعه كنت أقرأ عليه، وأمسح عنه بيديه رجاء بركتهما " أخرجه مالك في الموطأ ولهما بمعناه (ق) عن ابن عمر عن النبي ﷺ قال :" لا حسد إلا في اثنتين رجل آتاه الله القرآن فهو يقوم به آناء الليل، وأطراف النهار، ورجل آتاه الله مالاً، فهو ينفق منه آناء الليل وأطراف النهار " عن ابن عباس قال :" قيل يا رسول الله أي الأعمال أحب إلى الله تعالى، قال الحال المرتحل قيل، وما الحال المرتحل قال الذي يضرب من أول القرآن إلى آخره كلما حل ارتحل " أخرجه التّرمذي، والله سبحانه، وتعالى أعلم بمراده، وأسرار كتابه. أ هـ ﴿تفسير الخازن حـ ٧ صـ ٣٢٥ ـ ٣٢٧﴾


الصفحة التالية
Icon