على غير ظاهرها، فمن ضمن هدايتكم أن تبصروا من لم يؤمن بأن يؤمن ؛ لأن مصلحتكم أن تسلموا جميعاً، فإذا أسلمت أنت فسيعود إسلامك على الغير ؛ لأن سلوكك سيصبح مستقيما مهذبا، والذي لم يسلم سيصبح سلوكه غير مستقيم وغير مهذب، وستشقى أنت به. إذن فمن مصلحتك أن تقضي وقتاً طويلاً وتتحمل عناء كبيراً في أن تدعو غيرك ليدخل في الإسلام. وإياك أن تقول : إن ذلك يضيع عليك فرص الحياة. لا إنه يضمن لك فرص الحياة، ولن يضيع وقتك لأنك ستحمي نفسك من شرور غير المسلم.
وأذكر جيداً أننا حين تكلمنا في فاتحة الكتاب قلنا : إن الله يعلمنا أن نقول :" إياك نعبد" فكلنا يا رب نعبدك وسنسعد جميعا بذلك، واهدنا كلنا يا رب ؛ لأنك إن هديتني وحدي فسيستمتع غيري بهدايتك لي، وأنا سوف أشقى بضلاله. فمن مصلحتنا جميعاً أن نكون مهديين جميعاً. هذا على معنى " ادخلوا في السلم كافة" أي جميعاً. أما معنى قوله تعالى :" لا يضركم من ضل إذا اهتديتم" أي لا تتحملون أوزار ضلالهم إذا أمرتم بالمعروف ونهيتم عن المنكر. أما المعنى الثاني فادخلوا في الإسلام بحيث لا يشذ منكم أحد. ويأخذ شيئا وبعضا من الإسلام ويترك بعضا منه، فأنت تريد أن تبني حياتك. ورسول الله ﷺ شرح أن للإسلام أسساً هي الأركان الخمسة، وإياك أن تأخذ ثلاثة أركان وتترك ركنين ؛ لأن هندسة الإسلام مبنية على خمسة أركان.


الصفحة التالية
Icon