ثم قال بعد كلامٍ : وكافةً معناه جميعاً، فالمراد بالكافّةِ الجماعةُ التي تَكُفُّ مخالِفيها.
وقوله :" نحو قوله فَأَتَّتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُه " يعني أنَّ " تَحْمِلُهُ " حالٌ مِنْ فاعِل " أَتَتْ " ومِنَ الهاء في " بِهِ " قال أبو حيَّان :" هذا المِثَالُ ليس مُطَابِقاً لِلْحَالِ من شَيئينِ لأنَّ لفظَ " تَحْمِلُهُ " لا يحتمل شيئَيْن، ولا تقع الحالُ مِنْ شيئينِ إِلاَّ إِذَا كان اللفظُ يحتملهما، واعتبارُ ذلك بجَعْلِ ذَوِي الحالِ مُبْتدأَيْنِ، وجعل تلك الحالَ خبراً عنهما، فمتى صَحَّ ذلك صَحَّتِ الحالُ ؛ نحو قوله [ الطويل ]
١٠٢٥ - وَعُلِّقُتُ سَلْمَى وَهْيَ ذَاتُ مُوَصَّدٍ...
وَلَمْ يَبْدُ للأَتْرَابِ مِنْ ثَدْيِهَا حَجْمُ
صَغِيرَيْنِ تَرْعَى البَهْمَ يَا لَيْتَ أَنَّنَا...
إِلَى اليَوْمِ لَمْ نَكْبَرْ ولَمْ تَكْبَرِ البَهْمُ
فصغيرَين حالٌ من فاعل " عُلِّقْتُ " ومِنْ " سَلْمَى " لأنك لو قُلْت : أنا وسَلْمى صَغِيرانِ لَصَحَّ ومثلُه قولُ امرِئ القَيس :[ الطويل ]
١٠٢٦ - خَرَجْتُ بِهَا نَمْشِي تَجُرُّ وَرَاءَنَا...
عَلَى أَثَرَيْنَا ذَيْلَ مِرْطٍ مُرَحَّلِ


الصفحة التالية
Icon