قوله تعالى :﴿فَبَعَثَ الله النبيين﴾ وجملتهم مائة وأربعة وعشرون ألفاً، والرسل منهم ثلثمائة وثلاثة عشر، والمذكورون في القرآن بالاسم العلم ثمانية عشر، وأوّل الرسل آدم ؛ على ما جاء في حديث أبي ذَرّ، أخرجه الآجريّ وأبو حاتم البُسْتيّ. وقيل : نوح، لحديث الشفاعة ؛ فإن الناس يقولون له : أنت أوّل الرسل. وقيل : إدريس، وسيأتي بيان هذا في " الأعراف" إن شاء الله تعالى. أ هـ ﴿تفسير القرطبى حـ ٣ صـ ٣٢﴾
قال الآلوسى :
﴿ فَبَعَثَ الله النبيين﴾ أي فاختلفوا فبعث الخ وهي قراءة ابن مسعود رضي الله تعالى عنه، وإنما حذف تعويلاً على ما يذكر عقبه. أ هـ ﴿روح المعانى حـ ٢ صـ ١٠٢﴾
فائدة لغوية
والناس اسم جمع ليس له مفرد من لفظه، و( أل ) فيه للاستغراق لا محالة وهو هنا للعموم أي البشر كلهم، إذ ليس ثمة فريق معهود ولكنه عموم عرفي مبني على مراعاة الغالب الأغلب وعدم الاعتداد بالنادر لظهور أنه لا يخلو زمن غلب فيه الخير عن أن يكون بعض الناس فيه شريراً مثل عصر النبوة ولا يخلو زمن غلب فيه الشر من أن يكون بعض الناس فيه خيراً مثل نوح ﴿وما آمن معه إلاّ قليل﴾ ﴿هود : ٤ ].
والأمة بضمة الهمزة : اسم للجماعة الذين أمرهم واحد، مشتقة من الأم بفتح الهمزة وهو القصد أي يؤمون غاية واحدة، وإنما تكون الجماعة أمة إذا اتفقوا في الموطن أو الدين أو اللغة أو في جميعها.
والوصف بـ ( واحدة ) في الآية لتأكيد الإفراد في قوله ( أمة ) لدفع توهم أن يكون المراد من الأمة القبيلة، فيظن أن المراد كان الناس أهل نسب واحد، لأن الأمة قد تطلق على من يجمعهم نسب متحد. أ هـ {التحرير والتنوير حـ ٢ صـ ٣٠٠﴾

فائدة
قال ابن عاشور :


الصفحة التالية
Icon