سؤال : لم عبر تعالى بالبعث دون الإرسال وما في معناه ؟
الجواب : عبر تعالى بالبعث دون الإرسال وما في معناه لأن هذه الوحدة المخبر عنها من حال الإنسان الأولي حال خمود وسكوت، وهو يناسب البعث الذي هو الإقامة عن نوم أو قطون ونحو ذلك، وهذه النكتة لعلها هي الموجبة للتعبير عن هؤلاء المبعوثين بالنبيين دون أن يعبر بالمرسلين أو الرسل، على أن البعث وإنزال الكتاب كما تقدم بيانه حقيقتهما بيان الحق للناس وتبنيهم بحقيقة أمر وجودهم وحياتهم، وإنبائهم أنهم مخلوقون لربهم، وهو الله الذي لا إله إلا هو، وأنهم سالكون كادحون إلى الله فى يوم عظيم، واقفون في منازل من منازل السير، لا حقيقة له إلا لعب وغرور، فيجب أن يراعو ذلك في هذه الحياة وأفعالها، وأن يجعلو نصب أعينهم أنهم من أين، وهذا المعنى أنسب بلفظ النبي الذي معناه : من استقر عنده النبأ دون الرسول، ولذلك عبر بالبنيين، وفي إسناد بعث النبيين إلى الله سبحانه دلالة على عصمة الأنبياء في تلقيهم الوحى وتبليغهم الرسالة إلى الناس. أ هـ ﴿الميزان حـ ٢ صـ ١٢٧﴾


الصفحة التالية
Icon