سؤال : لم قدّم البشارة ؟
الجواب : قدّم البشارة لأنها أبهج للنفس، وأقبل لما يلقى النبي، وفيها اطمئنان المكلف، والوعد بثواب ما يفعله من الطاعة، ومنه. ﴿فإنما يسرناه بسانك لتبشر به المتقين وتنذر به قوماً لداً ﴾. أ هـ ﴿البحر المحيط حـ ٢ صـ ١٤٤﴾
قال الخازن :
﴿ وأنزل معهم الكتاب﴾ أي الكتب أو يكون التقدير وأنزل مع كل واحد الكتاب ﴿بالحق﴾ أي بالعدل والصدق وجملة الكتب المنزلة من السماء مائة وأربعة كتب أنزل على آدم عشر صحائف، وعلى شيث ثلاثون، وعلى إدريس خمسون، وعلى موسى عشر صحائف والتوراة، وعلى داود الزبور، وعلى عيسى الإنجيل، وعلى محمد ـ ﷺ ـ وعليهم القرآن. أ هـ ﴿تفسير الخازن حـ ١ صـ ٢٠١﴾
وقال أبو حيان :
﴿ وأنزل معهم الكتاب بالحق﴾ معهم حال من الكتاب : وليس تعمل فيه أنزل، إذ كان يلزم مشاركتهم له في الإنزال، وليسوا متصفين، وهي حال مقدرة أي : وأنزل الكتاب مصاحباً لهم وقت الإنزال لم يكن مصاحباً لهم، لكنه انتهى إليهم.
والكتاب : إما أن تكون أل فيه للجنس، وإما أن تكون للعهد على تأويل : معهم، بمعنى مع كل واحد منهم، أو على تأويل أن يراد به واحد معين من الكتب، وهو التوراة. قاله الطبري، أنزلت على موسى وحكم بها النبيون بعده، واعتمدوا عليها كالأسباط وغيرهم، ويضعف أن يكون مفرداً وضع موضع الجمع، وقد قيل به.
ويحتمل : بالحق، أن يكون متعلقاً : بأنزل، أو بمعنى ما في الكتاب من معنى الفعل، لأنه يراد به المكتوب، أو بمحذوف، فيكون في موضع الحال من الكتاب، أي مصحوباً بالحق، وتكون حالاً مؤكدة لأن كتب الله المنزلة يصحبها الحق ولا يفارقها، وهذه الجملة معطوفة على قوله :﴿فبعث الله ﴾.


الصفحة التالية
Icon