ومن فوائد الشيخ الشعراوى فى الآية
قال رحمه الله :
﴿ سَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَمْ آتَيْنَاهُم مِّنْ آيَةٍ بَيِّنَةٍ وَمَن يُبَدِّلْ نِعْمَةَ اللّهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءتْهُ فَإِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (٢١١) ﴾
فكأن الله لم يحمل على بني إسرائيل ويريد منهم أن يقروا على أنفسهم بما أكرمهم به الله من خير سابق ؛ فساعة تقول :" اسأل فلاناً عما فعلته معه"، كأنك لا تأمر بالسؤال إلا عن ثقة، وأنه لن يجد جواباً إلا ما يؤيد قولك. والحق يبلغ رسوله ﷺ أن يسأل بني إسرائيل عن الخير السابق الذي غمرهم به وهو سبحانه عليهم أنهم لن يستطيعوا مع لددهم أن يتكلموا إلا بما يوافق القضية التي يقولها الحق وتصبح حجة عليهم.
والحق سبحانه وتعالى يقول :" سل بني إسرائيل كم آتيناهم" ساعة تسمع " كم" في مقام كهذا فافهم أنها كناية عن الإخبار عن الأمر الكثير بخلاف " كم" التي تريد بها الاستفهام. وأنت تقول :" كم فعلت كذا مع فلان" و" كم صنعت معه معروفاً" و" كم تهاونت معه" و" كم أكرمته". لذلك فعندما تسمع " كم" هذه فاعرف أن معناها الكمية الكثيرة التي يكنى بها على أن عدد لا يحصى. " سل بني إسرائيل كم آتيناهم من آية بنية" إن الحق يريد أن يضرب لنا مثلاً كمثل إنسان يأكل خيرك وينكر معروفك، ويشكوك إلى إنسان، فترد أنت لم ينقل لك الشكوى : سله ماذا قدمت له من جميل، أنا لن أتكلم بل سأجعله هو يتكلم. وأنت لا تقول ذلك إلا وأنت على ثقة من أنه لا يستطيع أن يغير شيئاً.