ومن فوائد الشيخ الشعراوى فى الآية
قال رحمه الله :
﴿ يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلْ مَا أَنفَقْتُم مِّنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللّهَ بِهِ عَلِيمٌ (٢١٥) ﴾
والسؤال ورد من عمرو بن الجموح وكان شيخا كبيرا فقال : يا رسول الله، إن مالي كثير فبماذا أتصدق، وعلى من أنفق ؟ ولم يكن يسأل لنفسه فقط، بل كان يترجم عن مشاعر غيره أيضا، ولذلك جاءت الإجابة عامة لا تخص السائل وحده ولكنها تشمل كل المؤمنين. والسؤال عن " ماذا ينفقون" ؛ فكأن الشيء المنفق هو الذي يسألون عنه، والإنفاق ـ كما نعرف ـ يتطلب فاعلاً هو المنفق ؛ والشيء المنفق ـ هو المال ـ ؛ ومنفقا عليه. وهم قد سألوا عن ماذا ينفقون، فكأن أمر الإنفاق أمر مسلم به، لكنهم يريدون أن يعرفوا ماذا ينفقون ؟ فيأتي السؤال على هذه الوجه ويجيء الجواب حاملا الإجابة عن ذلك الوجه وعن أمر زائد.
يقول الحق :" يسألونك ماذا ينفقون" هذا هو السؤال، والجواب " قل ما أنفقتكم من خير فللوالدين". إن الظاهر السطحي يظن أن السؤال هو فقط عن ماذا ينفقون ؟ وأن الجواب جاء عن المنفق عليه. نقول : لا، لماذا نسيت قوله الحق : إن الإنفاق يجب أن كون من " خير" فالمال المنفق منه لابد أن يتصف بأنه جاء من مصدر خير. وبعد ذلك زاد وبين أنه : مادمتم تعتقدون أن الإنفاق يجب أن يكون من " خير" فالمال المنفق منه لابد أن يتصف بأنه جاء من مصدر خير.