انتهى. ﴿وهو كره﴾ وهو ما يخالف غرض النفس وهواها، ولعله لكونه لما كان خيراً عبر باللام في ﴿لكم﴾ وهذا باعتبار الأغلب وهو كما قال الحرالي عند المحبين للقاء الله من أحلى ما تناله أنفسهم حتى كان ينازع الرجل منهم في أن يقف فيقسم على الذي يمسكه أن يدعه والشهادة، قال بعض التابعين : لقد أدركنا قوماً كان الموت لهم أشهى من الحياة عندكم اليوم وإنما كان ذلك لما خربوه من دنياهم وعمروه من أخراهم فكانوا يحبون النقلة من الخراب إلى العمارة - انتهى. أ هـ ﴿نظم الدرر حـ ١ صـ ٤٠٠ ـ ٤٠١﴾
وقال ابن عاشور :
المناسبة أن القتال من البأساء التي في قوله :﴿ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء﴾ ﴿البقرة : ٢١٤ ] فقد كلفت به الأمم قبلنا، فقد كلفت بنو إسرائيل بقتال الكنعانيين مع موسى عليه السلام، وكلفوا بالقتال مع طالوت وهو شاول مع داود، وكلف ذو القرنين بتعذيب الظالمين من القوم الذين كانوا في جهة المغرب من الأرض.
ولفظ {كتب عليكم﴾ من صيغ الوجوب وقد تقدم في آية الوصية. وآل في ( القتال ) للجنس، ولا يكون القتال إلا للأعداء فهو عام عموماً عرفياً أي كتب عليكم قتال عدو الدين.
والخطاب للمسلمين، وأعداؤهم يومئذ المشركون، لأنهم خالفوهم في الدين وآذوا الرسول والمؤمنين، فالقتال المأمور به هو الجهاد لإعلاء كلمة الله. أ هـ ﴿التحرير والتنوير حـ ٢ صـ ٣١٩﴾
لطيفة
ولم يظهر فاعل كتب لكون الجملة مذيلة بقوله :" وهو كره لكم " وهو لا يناسب إظهار الفاعل صونا لمقامه عن الهتك، وحفظا لاسمه عن الاستخفاف أن يقع الكتابة المنسوبة إليه صريحا موردا لكراهة المؤمنين. أ هـ ﴿الميزان حـ ٢ صـ ١٦٥﴾