" فصل "
قال السيوطى :
كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (٢١٦)
أخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير في الآية قال : إن الله أمر النبي ﷺ والمؤمنين بمكة بالتوحيد، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وأن يكفوا أيديهم عن القتال، فلما هاجر إلى المدينة نزلت سائر الفرائض وأذن لهم في القتال، فنزلت ﴿ كتب عليكم القتال ﴾ يعني فرض عليكم، وأذن لهم بعد ما كان نهاهم عنه ﴿ وهو كره لكم ﴾ يعني القتال وهو مشقة لكم ﴿ وعسى أن تكرهوا شيئاً ﴾ يعني الجهاد قتال المشركين ﴿ وهو خير لكم ﴾ ويجعل الله عاقبته فتحاً وغنيمة وشهادة ﴿ وعسى أن تحبوا شيئاً ﴾ يعني القعود عن الجهاد ﴿ وهو شر لكم ﴾ فيجعل الله عاقبته شراً فلا تصيبوا ظفراً ولا غنيمة.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن جريج قال : قلت لعطاء : ما تقول في قوله ﴿ كتب عليكم القتال ﴾ أواجب الغزو على الناس من أجلها ؟ قال : لا، كتب على أولئك حينئذ.
وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن شهاب في الآية قال : الجهاد مكتوب على كل أحد غزا أو قعد، فالقاعد إن استعين به أعان، وإن استغيث به أغاث، وإن استغني عنه قعد.
وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن عكرمة في قوله ﴿ وهو كره لكم ﴾ قال " نسختها هذه الآية ﴿ وقالوا سمعنا وأطعنا ﴾ [ البقرة : ٢٨٥ ] وأخرجه ابن جرير موصولاً عن عكرمة عن ابن عباس ".
وأخرج ابن المنذر والبيهقي في سننه من طريق علي عن ابن عباس قال : عسى من الله واجب.
وأخرج ابن المنذر عن مجاهد قال : كل شيء في القرآن عسى، فإن عسى من الله واجب.


الصفحة التالية
Icon