المراد من ( الرسول ) الجنس لا واحد بعينه، وقيل : هو اليسع، وقيل : شعياء، وقيل : أشعياء، وعلى التعيين يكون المراد من ﴿الذين خَلَوْاْ﴾ قوماً بأعيانهم وهم أتباع هؤلاء الرسل. أ هـ ﴿روح المعانى حـ ٢ صـ ١٠٤﴾
فائدة
قرأ نافع يقول : بالرفع على أنها حكاية حال ماضية، وفائدته تصوّر تلك الحال العجيبة واستحضار صورتها في مشاهدة السامع ليتعجب منها وقرأ الباقون بالنصب. أ هـ ﴿السراج المنير حـ ١ صـ ٢٢٠﴾
إشكال وجوابه
قال الفخر :
في الآية إشكال، وهو أنه كيف يليق بالرسول القاطع بصحة وعد الله ووعيده أن يقول على سبيل الاستبعاد ﴿متى نَصْرُ الله﴾.
والجواب عنه من وجوه أحدها : أن كونه رسولاً لا يمنع من أن يتأذى من كيد الأعداء، قال تعالى :﴿وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ﴾ ﴿الحجر : ٩٧ ] وقال تعالى :{لَعَلَّكَ باخع نَّفْسَكَ أَن لا يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ﴾ ﴿الشعراء : ٣ ] وقال تعالى :{حتى إِذَا استيئس الرسل وَظَنُّواْ أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُواْ جَاءهُمْ نَصْرُنَا فَنُجّىَ﴾ {يوسف : ١١٠ ] وعلى هذا فإذا ضاق قلبه وقلت حيلته، وكان قد سمع من الله تعالى أنه ينصره إلا أنه ما عين له الوقت في ذلك، قال عند ضيق قلبه :﴿متى نَصْرُ الله﴾ حتى إنه إن علم قرب الوقت زال همه وغمه وطاب قلبه، والذي يدل على صحة ذلك أنه قال في الجواب :﴿أَلا إِنَّ نَصْرَ الله قَرِيبٌ﴾ فلما كان الجواب بذكر القرب دل على أن السؤال كان واقعاً عن القرب، ولو كان السؤال وقع عن أنه هل يوجد النصر أم لا ؟ لما كان هذا الجواب مطابقاً لذلك السؤال، وهذا هو الجواب المعتمد.


الصفحة التالية
Icon