انتهى. فقال :﴿قل ما أنفقتم من خير﴾ أي من مال وعدل عن بيان المنفق ما هو إلى بيان المصرف لأنه أنفع على وجه عرف منه سؤالهم وهو كل مال عدّوه خيراً فقال معبراً بالماضي ليكون أشمل :﴿ما أنفقتم من خير﴾ فعمم المنفق منه وهو كل ماله تعدونه خيراً وخص المصرف مبيناً أهمه لأن النفقة لا يعتد بها إلا أن تقع موقعها فقال : فللوالدين} لأنهما أخرجاه إلى الوجود في عالم الأسباب ﴿والأقربين﴾ لما لهم من الحق المؤكد بأنهم كالجزء لما لهم من قرب القرابة ﴿واليتامى﴾ لتعرضهم للضياع لضعفهم.
وقال الحرالي : لأنهم أقارب بعد الأقارب باليتم الذي أوجب خلافة الغير عليهم - انتهى ﴿والمساكين﴾ لمشاركتهم الأيتام في الضعف وقدرتهم في الجملة على نوع كسب. قال الحرالي : وهم المتعرضون لغة والمستترون الذين لا يفطن لهم ولا يجدون ما يغنيهم شرعاً ولغة نبوية - انتهى. ﴿وابن السبيل﴾ لضعفه بالغربة والآية محكمة فحمل ما فيها على ما يعارض غيرها. أ هـ ﴿نظم الدرر حـ ١ صـ ٣٩٩﴾
سبب نزول الآية
قال ابن عباس رضي الله تعالى عنهما في رواية أبي صالح :" كان عمرو بن الجموح شيخاً كبيراً ذا مال كثير فقال : يا رسول الله بماذا نتصدق وعلى من ننفق ؟ فنزلت" وفي رواية عطاء عنه لا إنها نزلت في رجل أتى النبي ـ ﷺ ـ فقال : إن لي ديناراً، فقال : أنفقه على نفسك فقال : إن لي دينارين فقال : أنفقهما على أهلك فقال : إن لي ثلاثة فقال : أنفقها على خادمك فقال : إن لي أربعة فقال : أنفقها على والديك فقال : إن لي خمسة فقال : أنفقها على قرابتك فقال : إن لي ستة فقال : أنفقها في سبيل الله تعالى" وعن ابن جريج قال :" سأل المؤمنون رسول الله ـ ﷺ ـ أين يضعون أموالهم ؟ " فنزلت. أ هـ ﴿روح المعانى حـ ٤ صـ ١٠٥﴾
في الآية سؤال، وهو أن القوم سألوا عما ينفقون لا عمن تصرف النفقة إليهم، فكيف أجابهم بهذا ؟.