الآخرة الباقية ﴿خير﴾ على سبيل التنزيل ﴿من مشركة﴾ حرة ﴿ولو أعجبتكم﴾ أي المشركة لأن نفع نسبها ومالها وجمالها يرجع إلى الدنيا الدنية الفانية. قال الحرالي : فانتظمت هذه الآيات في تبيين خير الخيرين وترجيح أمر الغيب في أمر الدين والعقبى في أدنى الإماء من المؤمنات خلقاً وكوناً وظاهر صورة على حال العين في أمر العاجلة من الدنيا في أعلى الحرائر من المشركات خلقاً وظاهر صورة وشرف بيت - انتهى ﴿ولا تنكحوا﴾ أيها الأولياء ﴿المشركين﴾ أي الكفار بأي كفر كان شيئاً من المسلمات ﴿حتى يؤمنوا﴾ فإن الكفار شر محض ﴿ولعبد﴾ أي مملوك ﴿مؤمن خير﴾ على سبيل التنزيل ﴿من مشرك﴾ حر ﴿ولو أعجبكم﴾ أي المشرك وأفهم هذا خيرية الحرة والحر المؤمنين من باب الأولى مع التشريف العظيم لهما بترك ذكرهما إعلاماً بأن خيريتهما أمر مقطوع به لا كلام فيه وأن المفاضلة إنما هي بين من كانوا يعدونه دنيا فشرفه الإيمان ومن يعدونه شريفاً فحقره الكفران، وكذلك ذكر الموصوف بالإيمان في الموضعين ليدل على أنه وإن كان دنيا موضع التفضيل لعلو وصفه، وأثبت الوصف بالشرك في الموضعين مقتصراً عليه لأنه موضع التحقير وإن علا في العرف موصوفه. أ هـ ﴿نظم الدرر حـ ١ صـ ٤١٩ ـ ٤٢٠﴾
وقال ابن عاشور :