بحث فى الآية
وللرجال عليهن درجة
الحمد لله خالق الزوجين الذكر والأنثى من نطفة إذا تمنى، وأشهد أن لا إله إلا الله يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله البشير النذير والسراج المنير، وبعد :
يقول تعالى : والمطلقات يتربصن بأنفسهن ثلاثة قروء ولا يحل لهن أن يكتمن ما خلق الله في أرحامهن إن كن يؤمن بالله واليوم الآخر وبعولتهن أحق بردهن في ذلك إن أرادوا إصلاحا ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف وللرجال عليهن درجة والله عزيز حكيم ﴿البقرة : ٢٢٨﴾،
وحول آخر الآية يقول ابن كثير رحمه الله : أي ولهن على الرجال من الحق مثل ما للرجال عليهن، فليؤد كل واحد منهما إلى الآخر ما يجب عليه بالمعروف لحديث مسلم عن جابر أن الرسول ﷺ قال في خطبة الوداع :" فاتقوا الله في النساء فإنكم أخذتموهن بأمانة الله واستحللتم فروجهن بكلمة الله، ولكم عليهن أن لا يوطئن فرشكم أحدًا تكرهونه فإن فعلن ذلك فاضربوهن ضربًا غير مبرح، ولهن رزقهن وكسوتهن بالمعروف".
ولحديث بهز بن حكيم بن معاوية بن حيدة القشيري عن أبيه عن جده قال : يا رسول الله، ما حق زوجة أحدنا عليه ؟ قال :" أن تطعمها إذا طعمت وتكسوها إذا اكتسيت ولا تضرب الوجه ولا تقبح ولا تهجر إلا في البيت".
وقوله تعالى : وللرجال عليهن درجة أي في الفضيلة والخلق والخلق والمنزلة والطاعة والانفاق والقيام بالمصالح والفضل في الدنيا والآخرة كما قال تعالى : الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم (ابن كثير ١-٢٥٧).
فها هو الحافظ ابن كثير يستدل بالقرآن لتفسير القرآن وهو أصح التفسير ؛ أن يفسر القرآن بالقرآن، فقد بدأ القرآن بحق المرأة أولاً فقال :" ولهن"، ثم ثنى بحق الرجال وقال :" عليهن"